الردع النووي يحسن علاقات سول وطوكيو

دعا رئيس كوريا الجنوبية، يون سوك يول، المسؤولين إلى رسم خطوات محددة، لتسريع التعاون الأمني والاقتصادي مع اليابان، بعد قمته، نهاية الأسبوع في سول، مع رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا.

وبعد القمة، قال «يون» إن سول وطوكيو وواشنطن منخرطون في محادثات، لتنفيذ اتفاقهم السابق بشأن تبادل أسرع للمعلومات حول تجارب الصواريخ الكورية الشمالية.

ولفت «يون» إلى أنه لن يستبعد مشاركة اليابان المحتملة في مشاورات الردع النووي المستقبلية بين واشنطن وسول، للتعامل بشكل أفضل مع التهديدات النووية الكورية الشمالية. اجتماع ثلاثي

من المتوقع أن يعقد «يون» و«كيشيدا» والرئيس الأمريكي، جو بايدن، اجتماعًا ثلاثيًا في وقت لاحق من هذا الشهر، على هامش اجتماعات مجموعة السبعة في «هيروشيما»، لمناقشة ملف كوريا الشمالية، والشكوك الجيوسياسية الناتجة عن الغزو الروسي لأوكرانيا، وسياسة الصين الخارجية الحازمة.

وفي حين أن كوريا الجنوبية ليست من دول مجموعة السبع، فقد تمت دعوة «يون» كواحدة من ثماني دول توعية.

وقد وجه «يون»، خلال اجتماعه مع رؤساء طوائفه، بوضع إجراءات متابعة تنفيذ التعاون الأمني والاقتصادي والتكنولوجي الثنائي، وتسهيل التبادل الثقافي والشبابي بين البلدين، التي تمت مناقشتها في اجتماعه مع «كيشيدا». بينما لم يخض مكتب «يون» في التفاصيل.

وفي حديثه للصحفيين قبل مغادرته سول، قال «كيشيدا» إنه يأمل في تعزيز علاقته الشخصية مع «يون»، «والعمل معًا لاقتناص حقبة جديدة».

حل النزاعات

شدد «كيشيدا»، الذي التقى في وقت سابق بشكل منفصل مجموعات من المشرعين الكوريين الجنوبيين وكبار رجال الأعمال، على الحاجة إلى تسهيل التبادلات الشعبية بين البلدين، والتي قال إنها «ستساعد على زيادة تعزيز التفاهم المتبادل بيننا، وإعطاء أبعاد وسم علاقاتنا».

جاءت زيارة «كيشيدا» سيول بعد رحلة قام بها «يون»، في منتصف مارس، إلى طوكيو، وهو أول تبادل للزيارات بين قادة البلدين منذ 12 عاما.

وكانت القمم المتتالية تستهدف، إلى حد كبير، حل النزاعات المريرة التي أثارتها أحكام محكمة كورية جنوبية في 2018، حيث أمرت شركتين يابانيتين بتعويض بعض موظفيهما الكوريين السابقين عن العمل القسري قبل نهاية الحرب العالمية الثانية.

اعتداء واعتذار

عبر «كيشيدا» عن تعاطفه مع الكوريين الذين أُجبروا على العبودية الصناعية خلال الحكم الاستعماري الياباني لشبه الجزيرة الكورية من 1910 إلى 1945، وتعهد القادة بالتغلب على المظالم التاريخية، وتعزيز التعاون في مواجهة كوريا الشمالية النووية، وغيرها من التحديات.

وقد قوبلت القمة، التي كانت ثاني اجتماع بين الزعيمين في أقل من شهرين، بردود فعل متباينة في كوريا الجنوبية ما بين منتقدين، بمن فيهم خصوم «يون» الليبراليون الذين يسيطرون على الأغلبية في الجمعية الوطنية، إذ قالوا إن تعليقات «كيشيدا» لم ترق إلى مستوى اعتذار ذي مغزى، واتهموا «يون» بإبعاد اليابان عن اعتداءاتها السابقة، مع الضغط لإصلاح العلاقات الثنائية.

كوريا الجنوبية واليابان:

أدى الخلاف بينهما إلى خفضهما وضع التجارة لبعضهما البعض.

تهديد الحكومة الليبرالية السابقة في سول بإبرام اتفاقية لتبادل المعلومات العسكرية.

أدت العلاقات المتوترة إلى تعقيد جهود الولايات المتحدة لبناء تحالف أقوى لمواجهة التحديات التي تفرضها كوريا الشمالية والصين.