جانبا الكتابة
لفت إلى أن الكتابة الروائية تركز على الجانبين الإنساني والعاطفي، وعرض كل الشخصيات في سياقاتها وتلويناتها الإنسانية المختلفة، وهذه تجعل من القارئ يتعاطف مشفقًا وبشكل واعٍ وحسي مع الشخصيات الأساسية، علاوة على احتواء الكتابة الروائية على النهايات التراجيدية، وهي أفضل والأكثر تأثيرًا في المشهد من النهايات السعيدة.
علاقة عظيمة
وصف الأعرج، علاقة المؤلف والقارئ بالعظيمة، والمهمة وفي كل نص سردي، يزداد أصدقاء المؤلف، وكذلك يزداد أعداؤه من خلال قراءة كل قارئ للنص، موضحًا أنه بقدر ما يحدث النص في القارئ من لحظات سعيدة، فإن المؤلف يشعر بالسعادة، ويتولد ذلك الشعور عن استطاعته إيصال كل ما يرغب للقارئ بشكل صحيح، واقتناع القارئ بمحتوى النص كاملًا، وفهمه نسبيًا، فالمؤلف لا يكتب لنفسه وإنما يكتب للقراء، فهو يصنع جمهورًا جميلًا وأعداء بينهم، وصناعة الجمهور الجميل يكون من خلال نجاح المؤلف في صناعة إيصال السمو الروحي والقضية التي كتب من أجلها، وإيصال صوت الناس والتاريخ الذي أهمل طويلا.
القارئ المهيكل
لفت إلى أن القارئ المهيكل «المؤدلج»، الذي لديه قناعات أخرى، فلن يقتنع بالنص، فهو عبد لذلك النظام الذي بداخله، فلن يقرأ النص بشكله الصحيح، بسبب قراءته لنفسه وبأيدولوجيته المنغلقة، فبالتالي رفض النص الأدبي لعدم التجاوب مع أيدولوجيته، مشددًا على ضرورة القراءة بنوع من التجرد، وإخفاء الأيدولوجية ولو القليل، وعندها سيتغير موقفه اتجاه محتوى وفهم النص بالشكل الصحيح.
الجانب السياسي
قال: يجب ألا يهيمن الجانب السياسي على الأعمال الروائية، والدخول إليه كعنصر إيضاحي فقط، لأن في نهاية المطاف الشخصيات والحبكة والتخيل في الرواية هي الأساس، أسوة بالدخول في العناصر الأخرى المرتبطة بالرواية كالعناصر النفسية والاجتماعية وغيرها، حتى لا تتحول الرواية إلى سياسية بالمعنى الكامل.
أكد الروائي الجزائري الدكتور واسيني الأعرج، أن النصوص الأدبية «الروائية»، أكثر تأثيرًا من الكتب التاريخية، لأن الكتب ليس فيها التأثير البالغ، وتمنح القراء المادة والمحتوى باردًا كما حدثت وكما كانت فقط، بينما النص الأدبي، يمنح القراء المادة التاريخية داخل نظام عاطفي وإنساني، وبالتالي أثرها أكبر بكثير من الأثر المباشر.