الروضة الشريفة.. 53 ذراعاً من الجنة

يوقن المسلمون في بقاع المعمورة كافةً بأن قضاء ساعة على الأقل في الروضة الشريفة، يعد سبباً لجلب الطمأنينة والراحة والسعادة والهدوء، حين يجلس الزائر لها بجوار قبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ومنبره، ومنزله، وتتعطر الأجواء بقراءة القرآن الكريم في جوٍّ تملؤه السكينة، إذ قال عنها سيد الخلق عليه السلام: (ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة).

ويقول المؤرخ والباحث في تاريخ المدينة الدكتور تنيضب الفايدي لـ«» إن الروضة الشريفة يحدها من الشرق دار أم المؤمنين عائشة ومن الغرب المنبر الشريف، ومن الجنوب القبلة جدار المسجد الذي به محراب النبي صلى الله عليه وسلم، ومن الشمال الخط المار من نهاية ركن بيت أم المؤمنين عائشة ويمتد بزاويةٍ قائمة حتى محاذاة المنبر شمالاً. وطول الروضة الشريفة يبلغ (٢٢) متراً وعرضها (١٥) متراً.

وبيّن الفايدي أن ذرع ما بين المنبر والبيت الذي فيه القبر (٥٣) ذراعاً، وهو ما أكده السمهودي بقوله: إني ذرعت بحبل من صفحة المنبرالقبلية إلى طرف الحجرة القبلية فكان ثلاثة وخمسين ذراعاً.

وأضاف أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل صنع المنبر كان يخطب قائماً معتمداً على جذع نخل، فلما صُنع له المنبر، وخرج يرد المنبر ليخطب عليه، وجاوز الجذع، حنّ الجذع حنيناً شديداً حتى ارتج المسجد وتساقط الغبار من سقفه، فنزل النبي صلى الله عليه وسلم من المنبر وضم الجذع حتى هدأ، وموقع الجذع تحت الأسطوانة المخلقة، كما روى بعض المؤرخين، وهناك أسطوانة عائشة رضي الله عنها وهي الثالثة من المنبر، والثالثة من القبر والثالثة من القبلة، وتسمى كذلك أسطوانة القرعة، ويليها أسطوانة أبي لبابة أو أسطوانة التوبة وهي الرابعة من المنبر، والثانية من القبر والثانية من القبلة، وأسطوانة السرير التي لا تظهر كاملة لالتصاقها بالشباك المطل على الروضة الشريفة، وأسطوانة المحرس، وأسطوانة الوفود، وأسطوانة مربعة القبر، وأسطوانة التهجد.