وتأتي استضافة المملكة للمهرجان الذي يُعد من أبرز الملتقيات الإعلامية، تعزيزا لمكانتها الإقليمية والدولية، وتأكيدا على عمقها في العالمين العربي والإسلامي، وترسيخا لكونها مركزا لوجستيا عالميا، بالإضافة إلى تبيين التحولات الثقافية التي يشهدها مجتمعها الحيوي، والتأكيد على ما تشهده من تسامح وتعايش وتقبّل للثقافات المتعددة.
وأوضح رئيس اتحاد إذاعات الدول العربية (إسبو) الرئيس التنفيذي لهيئة الإذاعة والتلفزيون محمد بن فهد الحارثي أن استضافة المملكة المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون الثاني والعشرين تأتي انطلاقا من حرصها على دعم الموهوبين والموهوبات من أبناء وبنات الوطن من خلال الاستفادة من الخبرات المتميزة من رواد الإعلام الذين سيشاركون في أعمال المهرجان، ما سيساهم في دعم مسيرتهم المهنية، ويمكِّنهم من تحقيق التميز في مجالاتهم الإعلامية المختلفة، مضيفاً سيكون للمهرجان دورٌ بارزٌ في الارتقاء بقدرات الإعلام الوطني ليواكب تطلعات رؤية 2030 وطموحاتها، وتعزيز حضور المملكة وتنافسيتها على الساحتين الإقليمية والعالمية، إلى جانب تطويره مؤسسات العمل العربي المشترك وفق أعلى المعايير العالمية.
وأكد أن المملكة ممثلةً في هيئة الإذاعة والتلفزيون تعمل على تقديم استضافة تليق بمكانتها وحجم الحدث وتاريخه الممتد لأربعين عاماً، الذي يأتي هذه السنة في الرياض، التي تُعد نقطةَ جذب لصناع الأفلام والمحتوى الإعلامي، وانطلاقةً مهمة نحو التحول الرقمي في الإعلام العربي.
وفي السياق ذاته، يعْقُب حفل افتتاح المهرجان، ندوةٌ هندسيةٌ وعددٌ من ورش العمل المتخصِّصَة في مجالات الإنتاج والأخبار والهندسة، ويصاحبُ المهرجان على مدى أيام انعقاده معرضٌ لصناعة الإنتاج والمحتوى الإعلامي، ويُعد المعرض الأكبر من نوعه، إذ سيُشارك فيه أكثر من 500 شركة لعرض منتجاتها؛ بهدف تنشيط الإنتاج التلفزيوني والإذاعي، وتهيئة الفرص لتبادل الرأي والمشورة حول آخر المستجدات والابتكارات في مجال تكنولوجيا الاتصال الحديثة.
ويتضمَّنُ المهرجانُ مسابقةً للبرامج والأخبار الإذاعية والتلفزيونية، تشتمل على مسابقتين، خُصِّصَت الرئيسية منها للبرامج والأخبار التلفزيونية المنتجة من قبل الهيئات الأعضاء العاملين والمشاركين في الاتحاد، فيما خُصِّصَت المسابقة الموازية للبرامج والأخبار المنتجة من قبل الشبكات التلفزيونية العربية الخاصة والأجنبية الناطقة باللغة العربية، علاوة على القنوات الفضائية وشركات الإنتاج غير الأعضاء في الاتحاد.
وسيناقش المهرجانُ خلال دورة انعقاده الثانية والعشرين أبرزَ القضايا والتحديات التي يواجهها الإعلام العربي اليوم في ظل الثورة الصناعية الرابعة التي مهدت الطريق لعالم رقمي أكثر ترابطا وتواثقا عن ذي قبل، مستعرضا ضمن جدول أعماله الطفرة التقنية التي يشهدها القطاع السعودي وأسهمت في ارتقائه وازدهاره.