مضيفًا أن هناك فرضيتين في تفسير انتشار فقر الدم المنجلي في دول الخليج، حيث يعتقد بعض العلماء أن سمة الأنيميا المنجلية ظهرت إما نتيجة طفرة جينية حدثت بسبب طفيل الملاريا، حيث كانت المنطقة موبوءة بالملاريا وقتها، أو بسبب الهجرات التي كانت تحدث بين الهند ودول الخليج، وكذلك هجرات الأفارقة وجنوب المملكة، ويلاحظ أن النوع المنتشر في المنطقة الشرقية هو نفس النوع الموجود في شبه القارة الهندية، بينما النوع الموجود في جنوب المملكة هو نفس النوع الموجود في أفريقيا.
يشار إلى أن مرضى الشرقية في المملكة لديهم سمة ثلاسيميا ألفا أكثر من مرضى الجنوب، كما أن مستوى الهيموجلوبين الكلي والهيموجلوبين الجنيني أعلى في مرضى الشرقية ومرضى دول الخليج؛ وهذا ما يجعل شدة المرض تبدو أخف ظاهريًا، ويتأخر ظهور المضاعفات في مرضى الشرقية -نوعًا ما- مقارنة بمرضى مناطق جنوب الجزيرة العربية، وعلى أية حال فإن كلا النوعين يشتركان في أغلب الأعراض والمضاعفات، وإن تفاوتت النسب بينهما من حيث الانتشار والشدة. وعن العلاجات الجديدة فيذكر أن هناك أكثر من 30 علاجًا ما يزالون تحت الدراسة، ولكن ينبغي الإشارة إلى أن أفضل العلاجات المتاحة حاليًا هو علاج الهيدروكسي يوريا؛ وهو علاج فعال جدًا وله أكثر من 25 عامًا يستخدم لهذا المرض. وهناك بعض العلاجات الحديثة ظهرت في السنوات الأخيرة، وهي: (فوكسلوتور وإل- غلوتامين L-gutamine)، وتهدف هذه العلاجات إلى السيطرة على المرض وليس الشفاء منه، وتبقى زراعة الخلايا الجذعية أو زراعة نخاع العظم هي العلاج الوحيد المعتمد للشفاء من المرض، ويفضل أن تكون الزراعة قبل عمر 16 عامًا لتكون النتائج أفضل، ولكن قد تتم الزراعة بعد هذا العمر وبنتائج جيدة جدُا، كما أنه هناك العلاج الجيني، والذي يعتبر أحد العلاجات الواعدة لفقر الدم المنجلي.