وفي فترة التسعينات، كانت لإيران علاقات عدائية مع «طالبان» لفترة بعد أن هاجمت «طالبان» الشيعة الهزارة في أفغانستان. وكانت ذروة المواجهة الاستيلاء على القنصلية العامة لإيران في مدينة مزار الشريف الأفغانية في أغسطس 1998، حيث قتلت «طالبان» العديد من أفراد الهزارة في المدينة، و9 مواطنين إيرانيين، و8 دبلوماسيين، وصحفيا أيضًا. لكن الأمور تغيرت بعد ذلك بوقتٍ قصير، وخلال رئاسة نجاد (20052013) عزَّزت إيران علاقاتها مع «طالبان». وتحت حماية الحرس الثوري الإيراني، أقامت حركة «طالبان» مركزا للقيادة في مدينة مشهد، داخل إيران، لتنسيق عملياتها العسكرية في غرب أفغانستان. وفي ظل هذه الوضعية الشائكة لمرحلة ما بعد الانسحاب بات من الصعوبة بمكان تعريف المصالح الإيرانية على نحو متفق عليه في أفغانستان، وربما يدفع ذلك طهران إلى لعب دور «العميل المزدوج» من أجل التمكين، لكن أية خلخلة أو تفكيك للدولة الأفغانية، بحسب المخطط والنيات الإيرانية المبيتة، ستقود إلى انتقال جزء من هذه الخلخلة إلى الداخل الإيراني، خصوصا أن «طالبان» باتت قريبة من كابول.. لكن النظام الحاكم في قم يبدو أنه لم يتعلم بعد درس التاريخ، وسيكون سقوطه مدوياً في بيت العنكبوت الأفغاني.