منعت السلطات الإسرائيلية مؤخّرا، أصحاب المزارع ومربّي المواشي والأبقار في كل من كفرقرع، ومعاوية، وحي عين إبراهيم في منطقة وادي عارة، من رعي مواشيهم في الأماكن المفتوحة في أراضي الروحة المهجّرة، بادّعاء أن المساحات تُعدّ مناطق عسكرية مغلَقة، ما قلَّص مساحات الرعي المُتاحة في بقع صغيرة جدًا، مقارنةً بأعداد الأبقار التي تُعدّ مصدَر رِزق بالنسبة لعشرات العائلات في المنطقة، الأمر الذي يُلحِق بالعائلات العربية، خسائر مادية كبيرة.
وتسلّم المربون إنذارات خلال الأيام الأخيرة، من شخص زعَم أنه من قِبل الجيش، تحذّرهم من دخول منطقة مغلقة، ومن اتخاذ إجراءات بحقّ المزارعين. ويأتي ذلك فيما ازدادت التضييقات التي تفرضها السلطات على العرب في منطقة وادي عارة، في السنوات الأخيرة بشكل كبير.
وبعد تحويل أراضي الروحة المهجرة لـ”مناطق عسكرية مغلَقة” لتدريبات الجيش الإسرائيليّ، وبناء معسكرات للجيش تحدّ قرية عارة وكفر قرع ومعاوية؛ باتت مساحات رعي الأبقار والمساحات المفتوحة قليلة جدًا، ما ضيّق الخناق أكثر على المزارعين ومربي المواشي، والمواطنين.
تهديد يوميّ
وقال طارق محاميد، وهو أحد مربيّ الماشية في المنطقة في حديث لـ“عرب 48”: “لا يعقَل أن يأتي الشخص الذي يدعي أنه من قِبل الجيش ويهددنا بمصادرة الأبقار التي هي مصدر رزقنا، ويمنعنا من رعي الأبقار في الأماكن المفتوحة والتي لا تُعَدّ ’منطقة إطلاق نار للجيش’، إذ أنه بسبب منعنا من رعي الأبقار، خسرنا عشرات الأبقار منها الصغيرة والكبيرة، بسبب هذه السياسة العنصرية، ولا يعقَل أن أبقار المستوطنات في المنطقة، يتم رعيها بكل أريحية، بينما أبقار المواطنين العرب ممنوعة من الرعي في المناطق المفتوحة وغير المعدّة للجيش”.
وذكر محاميد أن “أبقار المستوطنات في المنطقة يوجد بينها (بين مالكيها) وبين الجيش اتفاقية، برعي الأبقار في الأماكن المفتوحة”، مضيفا: “طلبنا منه (المسؤول من قِبل الجيش) مرارًا بإبرام اتفاق من أجل رعي الأبقار في المنطقة، ولكنه يرفض رفضًا قاطعًا بسبب عنصريته”.
وتابع محاميد: “يهددوننا كل يوم بمصادرة الأبقار، لا يمكننا تحمل ما يحصل، وأيضًا لا نستطيع حبس الأبقار في مناطق صغيرة، لأنها بحاجة إلى مراعٍ كبيرة من أجل التغذية. كما أنّ حبس الأبقار في حظائر، يسبب لها أمراضا، ومن حقها الرعي في الأماكن المفتوحة والطبيعية للتغذية على الأعشاب”، مشيرا إلى أنه “عندما كانت تتغذى الأبقار في السابق على الأعشاب، كانت الحرائق شبه معدومة في المنطقة، والآن بعد حصر الأبقار تنتشر النيران في كل صيف بشكل كبير”.
“ابحَث عن عَمَل آخر”
وأضاف أنّ السلطات “قامت بتخريب خزانات المياه التي تشرب منها الأبقار، لمنعها الشرب من الخزانات، وأيضًا من مياه الأمطار والوادي”، مشددا على أنّ “ما يحصل هنا هو إرهاب حقيقيّ بحقّ الأبقار وبحقنا”.
وقال: “حتى اللحظة مازلنا صابرين، ولكن إذا استمرت هذه الحالة، لن نسكت عن حقنا، لأنه يوجد مجال لحلّ هذه المشكلة، عن طريق اتفاق على الأماكن التي يمكننا رعي مواشينا فيها، وأيضًا الأماكن المفتوحة وغير المعدّة لإطلاق النار، خلال أيام الأسبوع ونهاية الأسبوع، وبهذا تُحَلّ المشكلة، ولكن المسؤول الجديد يرفض كل الحلول، وقال لي: ’ابحَث عن عمل آخر’”.
وأوضح محاميد أنه وأصحاب مواش آخرون سيتوجّهون للقضاء، وقال: “سنطرق كل باب من أجل حقنا ومصادر رزقنا، إذ أن الذي يحصل غير منطقيّ ويستهدف مصادر رزقنا، وهناك إمكانية لإيجاد الحل لكنهم (السلطات الإسرائيلية) يرفضون”.
وقال محاميد إنّه “في جنوب إفريقيا لم تحصُل مثل هذه العنصرية، إذ أن أبقار اليهود بإمكانها تشرب وتأكُل من الطبيعة، وفي المقابل أبقار المزارعين العرب ممنوعة من الأكل والشرب”.