الأوضاع في قطاع غزة معلومة للطلاب في الجامعات الأمريكية، والعالم كله يعلم مدى المخاطر الشديدة والتكلفة الباهظة لمجرد البقاء في قطاع غزة، خاصة شمال القطاع.
ومن المعلوم أن مؤسسات السلطة الوطنية الإعلامية الرسمية لديها عشرات الموظفين في قطاع غزة جنوبه وشماله، يواجهون مع عائلاتهم خطر الموت كل لحظة وهم جائعين خائفين في ظروف إنسانية معلومة للجميع.
رغم كل ما سبق لم يقصر ولم يبخل هؤلاء الصحفيون الأبطال بجهدهم لمواصلة نقل الرسالة الإنسانية للعالم عبر الاعلام الرسمي الفلسطيني حاملين أرواحهم وكاميراتهم على يدهم.
القضية صلب المقال أن هذه الكوكبة من الصحفيين الذين فقدوا 140 من رفاقهم، والمئات من أقاربهم وربما عائلاتهم وبيوتهم لايزالون يتلقون نفس الرواتب رغم عددهم المحدود في قطاع غزة بعد سلسلة الاحالات للمعاش والتقليصات والعقود المؤقتة لعدد منهم منذ سنوات.
لا يجوز أن يحصل هؤلاء الزملاء على نفس الأجور في ظل المخاطر الكبيرة والغلاء الفاحش في الأسعار، هذا أمر معيب بحق مؤسسة الاعلام الرسمي، ويقترب إلى حد التنصل من الدور المطلوب في نشر معاناة شعبنا.
هذا التقصير يطال الزملاء العاملين في الضفة الغربية في المجال الميداني في ظل المخاطر التي يواجهونها على يد قوات الاحتلال وجيش المستوطنين المسلحين، يجب أن يساندهم الاعلام بزيادة مخصصاتهم على الأقل، وتوفير كل سبل الحماية مع تكثيف دورهم في نقل الرواية الفلسطينية وتوثيق جرائم الاحتلال.
كل الاحترام والتقدير للزملاء العاملين في ظروف حرب الإبادة التي يعيشها قطاع غزة وكل الزملاء في ساحات المواجهة على امتداد الوطن.
أدعو السيد أحمد عساف المُشرف العام لهيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية ورئيس وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية “وفا” الى مراجعة الأمر والتدخل العاجل لصالح هؤلاء الأبطال.