وبرزت معاناة مرضى الفشل الكلوي الذين يواجهون أوضاعا صحية بالغة التعقيد جعلتهم بين نارين الحرب والمرض، حيث أدى الاقتتال المستمر إلى نقص الخدمات الطبية في المستشفيات والمراكز الصحية الخاصة في كافة أنحاء السودان، مع وفاة 13 صبيا من المصابين بمرض الكلى، بسبب انعدام العلاج في العاصمة الخرطوم.
وأعلن الجيش السوداني تمكنه من تأمين محيط سلاح المدرعات في منطقة الشجرة بجنوب الخرطوم وطرد قوات الدعم السريع من الأحياء المحيطة. فيما أطلقت قوات الدعم السريع قذائف المدفعية بكثافة على مواقع سلاح المهندسين بأم درمان، وبدوره شن الجيش هجوما بالطيران والمدفعية الثقيلة في أحياء منطقة أمبدة بمدينة أم درمان وأحياء منطقة شرق النيل بمدينة بحري.
النزوح للعلاج
وسبق أن أعلنت نقابة أطباء السودان (غير حكومية) خروج مجموعة من مراكز غسل الكلى عن الخدمة، وتوقعت خروج المراكز المتبقية حال الفشل في توفير المعدات بصورة عاجلة.
ومع موجة نزوح المواطنين من العاصمة الخرطوم إلى المناطق الأخرى، بسبب توقف المستشفيات العامة والخاصة، لجأ المرضى إلى الولايات الآمنة بغرض تلقي العلاج، وخاصة مرضى الفشل الكلوي الذين يحتاجون إلى مواصلة علاجهم.
شح الخدمات
ويعاني مركز غسل الكلى بولاية سنار (جنوب)، نقصا مريعا في ماكينات الغسل والأدوية والمحاليل الوريدية.
ويقول مصدر طبي لـ«إحدى المواقع الإخبارية» إن المركز منذ بداية الحرب منتصف أبريل الماضي، استقبل أعدادا كبيرة من المرضى في ظل شح الخدمات الطبية.
وأوضح أن الأدوية الطبية شحيحة، رغم المطالبات المتكررة بتوفيرها في أسرع وقت ممكن، لسد النقص، ومقابلة احتياجات المرضى.
قصف مكثف
وأبلغ سكان بأن قصفا مدفعيا مكثفا للجيش استهدف أحياء المنشية والرياض وبُري شرق الخرطوم، والتي تنتشر فيها قوات الدعم السريع بشكل كبير. وذكر السكان أن القصف المدفعي طال أيضا أحياء النهضة والإنقاذ والأزهري، جنوب العاصمة، والمجاورة للمدينة الرياضية من الجهة الجنوبية.
فيما ناشدت غرفة طوارئ جنوب الحزام المواطنين «بأخذ الحيطة والحذر والبقاء في منازلهم، وعدم الاقتراب من الأبواب والنوافذ»، مشيرة إلى أن أنحاء متفرقة من المنطقة تتعرض لقصف مدفعي.
وشمل القصف عددا من أحياء أمبدة غرب سلاح المهندسين، والفتيحاب جنوبه. كما شهدت أحياء ود نوباوي وأبوروف والهجرة بمنطقة أم درمان القديمة اشتباكات عنيفة، ويدور قتال عنيف بين الطرفين منذ مطلع أغسطس الماضي في وسط المدينة، بهدف السيطرة على جسر شمبات الرابط بين أم درمان والخرطوم بحري، والذي تستخدمه قوات الدعم السريع كخط إمداد لقواتها من غرب البلاد إلى مدينتي بحري والخرطوم.
وانزلق السودان إلى هاوية اقتتال في منتصف أبريل الماضي، بعد أسابيع من التوتر بين الجانبين.