وبين عبق الماضي الجميل وروح الحاضر تختلط روائح الأكلات الشعبية في شوارع وساحات جدة التاريخية لتشعر الزائر وكأنه في رحلة في الماضي الجميل بين المباني القديمة، ووسط سكانها، فما بين رائحة الكباب والكبدة والبليلة والفتوت والشريك يجد الزائر نفسه في حيرة في الاختيار.
وقالت أم سيف «بائعة الشريك والفتوت وخبز الحب»، التي تعمل في أحد أقدم مخابز جدة التاريخية: «المخبز متوارث من أجدادي إلى والدي، ثم عملت فيه مع أخواتي. وأكثر ما يميز المخبز طريقة إعداد الطعام بالطريقة التقليدية، حيث كان المخبز معروفاً لسكان جدة والمناطق المجاورة».
وأكدت أنه مع انطلاق الموسم ارتفع الإقبال على مخبزها سواءً من داخل المملكة أو خارجها من السياح الأجانب لتميزه في الإعداد بالطريقة القديمة التي جعلته محل اهتمام الزوار.
بدوره أوضح حمدان أبو المعتز (بائع كبدة)، الذي يعمل بهذا النشاط منذ 25 عاما، أن الكبدة تعد من أقدم وأشهر المأكولات الشعبية بالمنطقة وعليها إقبال كبير خصوصا بالمواسم والمهرجانات، إذ إن أغلب زوار جدة التاريخية وخصوصا الأجانب يحرصون على تجربة الأكلات الشعبية والتقليدية بالمنطقة والتعرف على طرق إعدادها.
وأشار أبو المعتز إلى الإقبال الكبير خلال موسم جدة من قبل الأجانب الأوروبيين والأمريكان ومن دول شرق آسيا، حيث ساهمت مقاطع السناب شات، والتيك توك في جذب واهتمام الزوار بتجربة الكبدة السعودية، والكثير يرغب في تجربة طبخها وإعدادها.
وأفاد عبدالله كدوري (بائع بليلة) بأن الإقبال على الأكلات الشعبية كان ينتعش في رمضان فقط، ولكن مع الموسم وفعاليات المنطقة ومشاركة الأكلات الشعبية ارتفع الطلب عليها بشكل كبير.