أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الشيخ نافذ عزام، اليوم السبت، أن الحركة تضع مصلحة الإسلام، واسم فلسطين في الأولويات، ولا تنظر إطلاقاً إلى الثمن الذي ستدفعه مقابل مواقفها ورؤاها السياسية.
جاء ذلك خلال لقاءٍ نظمته رابطة فلسطين الطلابية، الإطار الطلابي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بالساحة السورية، مع نخبة من طلبة الجامعات، بقاعة المؤسس الشهيد د. فتحي الشقاقي، بحي الزاهرة، جنوبي دمشق.
وقال الشيخ عزام :”بعد 44 عاماً من تأسيس الحركة، سجلت “الجهاد الإسلامي” خلالها هذا الحضور الكبير، وتقف بكل شموخ في وجه المشروع الصهيوني. يجب أن تفخروا بهذا الإرث الجهادي”.
وأوضح أن معركة “سيف القدس” أكدت قوة وصلابة الحركة، وأنها وفيّة لشعاراتها، مشيراً إلى أننا نقف على أرضٍ صلبة.
وذكّر الشيخ عزام، بأن الحركة بدأت بإمكانيات من الصفر، اتكالاً على الله، وإيماناً بالمسؤولية والأمانة الملقاة على عاتقها.
كما ذكّر بعنوان مقالة كتبها لرئيس حركة النهضة الإسلامية في تونس الشيخ راشد الغنوشي، منذ بدايات تأسيس حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، تحديداً عام 1983، حيث كانت بعنوان (حركة صغيرة بعقلٍ كبير).
ونوه الشيخ عزام إلى حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، بدأت أصلاً بمجموعة من طلاب الجامعات، والمؤسس الشهيد د. فتحي الشقاقي، ذاته كان طالباً في كلية الطب بجامعة الزقازيق، قبل أن ييسر الله الظروف لتمتد لشرائح وطبقات مختلفة.
ودعا الطلبة إلى تحمل هذه الأمانة الكبيرة، واغتنام هذا السن، لتحقيق أكبر الإنجازات على صعيد القراءة، والوعي، ونقل الفكرة، والحيوية في تعزيز هذا الانتماء في نفوس الناس، معتبراً أن الطلبة يلعبون دوراً مهماً في إحداث التحولات الكبرى في المجتمعات.
وأضاف الشيخ عزام “لا تجعلوا أي عائق يوقفكم أو يحبط معنوياتكم. القاعدة الأساسية عليكم أن تعتزوا بانتمائكم للإسلام”، مذكراً برسالة أرسلها له د. فتحي الشقاقي، في السجن، عام 1991، جاء فيها (أنا الحركة، إذا تقدمت؛ تقدمتُ، وإذا تأخرت؛ تأخرتُ)، وذلك بغض النظر عن المكانة والمسؤولية التي نتبوأها.
وشدد على أن حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، من أهم العناصر المؤثرة في هذا الصراع، مبيناً أن هناك محطات حولت فيها الحركة مجرى هذا الصراع.
وتابع الشيخ عزام :”يجب أن تفخروا وأنتم تنتمون لهذه الحركة المباركة، فبعد عملية “بيت ليد” صار د. الشقاقي المطلوب الأول لإسرائيل، يومها قال رداً على التهديدات له (حارس العمر الأجل. لقد عشت أكثر مما كنت أتوقع)”.
وزاد قائلاً :”استلم الراية بعد المؤسس الشهيد د. رمضان شلح، الذي حافظ على نهج الشقاقي، واستلمها من بعده الحاج أبو طارق النخالة، الذي يمضي بنا بكل عزيمة وثقة، وهو يفخر دائماً أنه يسير على درب الشقاقي”.
وشدد الشيخ عزام على أن كل “هذا المجد الذي تشاركون فيه، وعملكم هنا في هذه الساحة لا يقل أهمية عن دور إخوانكم. فلا أحد يستهين بدوره. طالما أنك تقوم بدور مهما كان هذا الدور، أنت في قلب المواجهة على أرض فلسطين”.
ووجه عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، جملة من النصائح لجمهور الطلبة، كان أبرزها أن يكون الطالب صورة عن الإسلام، في بيته، بين جيرانه، وفي المدرسة، والجامعة.
كما دعا الطلبة بأن يحملوا الفكرة طوال الوقت في عقولهم وفكرهم، ونقلها لأكبر عدد من الناس.
ودعا كذلك إلى الاقتداء بالرسول (صلى الله عليه وسلم)، وأن نعتز بانتمائنا، وفي نفس الوقت ألا نغتر، ولا نتكبر، أو نتعالى على الناس، وإلى التحصيل الأكاديمي، وتعزيز الوعي، بدور الإسلام، وبخطر المشروع الصهيوني على المنطقة والعالم.
وختم الشيخ عزام نصائحه، قائلاً: “المبادرة، لا أن تكتفي بأن تؤدي ما يُطلب منك من مهام، لكن يجب أن تبادر دوماً”.
وتحدث الشيخ عزام باستفاضة عن محطات تاريخية حول تأسيس الحركة، وكيف بلورت مواقفها الفكرية والسياسية، وأبرز عملياتها العسكرية لاسيما عمليات الطعن بالسكاكين قبل اندلاع انتفاضة عام 1987، وإلقاء القنابل، وعملية الهروب من سجن السرايا المركزي، وعملية الشجاعية، وعملية “بيت ليد”، وعن دعوة د. فتحي لعدم جواز وضع حواجز بين شعوب الأمة على أسس قومية وطائفية ومذهبية، مستشهداً بقول الله تعالى :”إن هذه أمتكم أمة واحدة”.