الصراع الايراني الاسرائيلي ما بين سوريا وقواعد بوتين السؤال الكبير الذي يدور في الاذهان هذه الاثناء هل ستقوم حرب بين ايران وتل ابيب ؟
بعيد عن التحليل الموصل للنتائج نقول سريعا ليس هناك حرب وان اسرائيل لن تستطيع نهائيا الدخول في معركة دون غطاء واذن من الولايات المتحدة التي تسعى الى العودة الى الاتفاق النووي الايراني ، هذا ليس معناه بأن الامور ستكون وردية في المنطقة فجزء من عدم الاعتراض على عودة الولايات المتحدة وجزء أساسي من الصفقة هو قيام اسرائيل بعمليات داخل طهران في الوقت الذي تريده حماية لامنها ( هذا الاتفاق بين اسرائيل واميركا) ولكن الشرط الاميركي كان ان تحافظ اسرائيل على حد معين للضربات بمعنى ان لا تكون أي ضربة صانعة لحدث كبير.
استخدمت ايران مؤخرا تكتيكا خاصا في بحر العرب عنوانه مهاجمة السفن ولكن هذه المرة جاء الرد ليس لان طهران تعرضت لعبث بل لان جنودها وقواتها في المنطقة تعرضت لعدوان ( المتواجدين في سوريا ) . هذا يقول لاسرائيل ان الرد سيبقى مفتوحا طالما اننا تعرضنا لاحداث او طالما تعرض وجودنا في أي منطقة لاي حدث.
ما علاقة ما جرى بالتصريحات الروسية ؟ صرحت روسيا بأنها ستعيد ضبط قواعد اللعبة في سوريا وانها لن تسمح لاسرائيل بفعل ما تشاء وان نظاما جديدا سيراه العالم قريبا في سوريا. هذه التصريحات لا يمكن استبعاد الرد الايراني على اسرائيل منها بمعنى ان ايران بدأت هي الاخرى تضع قواعد جديدة للعبة تؤكد من خلالها تواجدها في المناطق او بمعنى آخر شرعنة ذلك التواجد.
التهديدات الاسرائيلية ما بين الفعل ورد الفعل،،، تهديدات اسرائيل المتتالية ضد ايران وانها ستقوم بعمل كبير وخلافه لا يخرج من زاوية ضرورة الرد الكلامي ( بالنسبة لاسرائيل ) وفعل عادي هنا او هناك ضد مصالح ايران سواء على صعيد الافراد او المنشآت، ولكن بالطريقة التي تضمن ان لا تكون هناك حربا وبالتالي ردها على أذرعها ليس في صالح اسرائيل لذلك سيضل الرد على ايران بشكل مباشر ولن يكون على أذرع ايران في المنطقة او أحد الحلفاء ( حزب الله مثال ) .
لانه لو حصل ذلك فأن الرد سيكون لبنانيا اسرائيليا وستخسر في اسرائيل كثيرا من حزب الله وهذه الحكومة في تل ابيب لن تكون قادة على الذهاب بعيد الى هذا الحد. على أي حال أرى بكل وضوح ان الامور لن تخرج عن دائرة الردود المدروسة والتي تساعد اسرائيل على ابقاء صورتها الردعية دون ان تذهب أبعد من ذلك.
ونحن نتحدث عن هذا الصراع لا يمكن لنا ان نقفز عن سوريا الاسد ، لقد نجح النظام ونجح حلفاء النظام بأن يبقى وبالتالي أي عملية سياسية قادمة ستكون مع نظام الاسد وبرعايته فالحديث الدائر عن عودة المهاجرين ليس حديثا عابرا لان العودة تعني استقرارا ما فما هو هذا الاستقرار وعلى حساب من ؟ لن يكون على حساب الاسد بل سيكون لصالح الاسد وستكون هذه العودة لو تمت بداية العمل السياسي الحقيقي المؤسس لنهاية الصراع الاممي في سوريا. سوريا النظام باقي، والحديث الان عن ترتيب ودمج فقط وليس ابعاد ، لذلك فأن أي صفقة في الافق لن يكون عنوانها الابتعاد وعدم حماية سوريا بل ستكون ابعاد ايران عن سوريا مقابل سلام ما وهذا بكل الاحوال انتصار للحلفاء. وهذا ماأراه في المستقبل.
مستقبل المنطقة القادم لو استمرت الاطراف على حالها ونجاحات الحلفاء وتمترس الروس حل سوري في الافق يضمن بقاء الاسد والنظام بمعنى نجاح الحلفاء وتحقيق التواجد الايراني الروسي بالمنقطة بشكله الجديد وهو شكل الهيمنة الروسية امام هيمنة اميركا وحلفاء اميركا (تركيا مثال ).
ملاحظة ،،، النظام التركي خسر كثيرا عندما قرر ان يتماشى مع الارادة الاميريكية للتغيير في المنقطة العربية ( سوريا ) . كان بأمكان نظام اردوغان ان يبقى حليفا وان لا يخسر امتداه العربي في سوريا الذي قرر استبداله بمجموعة من المسلحين التابعين له