“العالم وصل لمنعطف خطير”.. مها الرباط: العالم يشهد متحوّرات


10:28 م


الأربعاء 21 يوليه 2021

كتب- :

قالت الدكتورة مها الرباط وزيرة الصحة سابقًا ومبعوثة منظمة الصحة العالمية، إن العالم يشهد ظهور متحوّرات لفيروس كورونا أكثر تسبباً في العدوى من سابقاتها، وهناك تعثر في وتيرة إتاحة اللقاحات على نحو منصف، إذ إن قلة قليلة من البلدان بلغت مراحل متقدّمة وتوفر اللقاحات لسكانها، تاركة وراءها الكثير من سكان العالم.

وحذرت “الرباط”، من تخفيف الإجراءات الاحترازية، مثل ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي، وهو ما قد يؤدي إلى انتشار الفيروس.

وأوضحت أن العالم وصل إلى منعطف خطير ومنظمة الصحة العالمية تجدد التزاماتها للقضاء على هذه الجائحة، قائلة: “علينا أن نسرع الخطى على مسارين” الأول دعم الحكومات ومصنعو اللقاحات نحو بناء قدرات على تصنيع اللقاحات وتطعيم أضعف فئاتها السكانية، والمسار الثاني يحافظ من خلاله الأفراد والمجتمعات المحلية على مواصلة الإجرءات الاحترازية لوقف انتشار الفيروس.

وأشارت إلى أن المسار الأول وهو التنفيذ الفوري للنداءات المتكررة التي وجهتها المنظمة بشأن الاستخدام الأمثل للقاحات، فقد تم توزيع نحو 3 مليارات جرعة عالميًا من اللقاحات لم يوزّع منها عن طريق مرفق كوفاكس سوى 90 مليون جرعة.

وهناك 60 بلدًا على الأقل تعتمد على مرفق “كوفاكس”، في الحصول على اللقاحات ولا تتجاوز معدلات التطعيم في هذه البلدان نسبة 3% في المتوسط.، ويجب على العالم أن ينفذ على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية استراتيجية تقضي بتطعيم الفئات الأضعف أولًا، بدلا من ترك العاملين الصحيين وكبار السن ومن يعانون من أمراض مزمنة عرضةً للإصابة.

ويشمل هذا المسار أيضا إلى تطعيم 10% على الأقل من سكان كل بلد بحلول سبتمبر المقبل، وتطعيم 40% من السكان بحلول نهاية عام 2021.

ويتوافق الهدفان مع المبادرة التي اتخذتها المنظمة وصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية والبنك الدولي، بالدعوة إلى تخصيص مبلغ إضافي قدره 50 مليار دولار أمريكي لتطعيم 40% من سكان العالم بحلول نهاية العام و60% بحلول منتصف عام 2022.

وتواصل المنظمة العمل على إتاحة لقاحات، بدءا من إدراج ثمانية لقاحات حتى الآن في قائمة الاستعمال الطارئ، وإطلاق مبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد- 19 للتحفيز على تطوير وإتاحة الحلول اللازمة لتشخيص وعلاج وتطعيم الفئات الضعيفة في جميع البلدان، وصولا إلى تمكين البلدان النامية من بناء قدراتها الخاصة في مجال تصنيع اللقاحات.

وتابعت الرباط: “ينبغي على البلدان التي لديها أكبر المخزونات من اللقاحات أن لا تحتكرها وتدفع في اتجاه تغطية كامل سكانها بينما هناك بلدان أخرى محرومة من اللقاحات”.

وفي الوقت ذاته، يجب على العالم ألا يغفل المسار الثاني الذي يقتضي من جميع الأفراد تجديد التزامهم بحماية أنفسهم وحماية غيرهم بمواصلة التقيد بارتداء الكمامات، والتباعد الاجتماعي والتهوية والإجراءات الأخرى التي ثبتت فعاليتها في احتواء انتشار الفيروس.

كما أن التواصل مع المجتمعات المحلية، وبناء الثقة وتمكين الأفراد ليشعروا بأنهم جزء من الاستجابة كلها عوامل ضرورية لتحفيز الأفراد على المثابرة حتى بعد مرور عام على الجائحة.

ولفتت إلى أنه من أجل إنقاذ الأرواح، فالتضامن العالمي بات مطلوباً اليوم أكثر من أي وقت مضى حتى وإن كان مدفوعا بمصلحة أنانية غايتها وقف ظهور متحورات جديدة.

واختتمت البيان: “لن يكون أحد في مأمن ما لم يكن الجميع في مأمن”.