العالم.. يقرر «منازلة» كورونا

يواجه زعماء دول العالم تحديات كبيرة اليوم، في مستهل أشغال الدورة الجديدة للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وسيكون وباء كوفيد19 القضية الأهم في بنود الجمعية العامة، علاوة على التغير المناخي. وتنعقد أعمال الجمعية العامة في نيويورك، وهي إحدى أشد المدن تضرراً من وباء فايروس كورونا الجديد. وستكون أشغالها مختلفة هذه المرة عن اجتماعات 2019، التي كانت آخر اجتماعات تعقد بالحضور الشخصي. كما ستكون مختلفة عن اجتماعات 2020 التي تمت افتراضياً؛ إذ إن عدداً من الاجتماعات هذا العام ستكون حضورية، فيما تعقد اجتماعات أخرى عن طريق تكنولوجيا الفيديو كونفرانس. ويتوقع أن يكون أهم قرارات الجمعية العامة هذا العام هو الاتفاق على الإسراع بتطعيم 70% من سكان المعمورة بلقاحات كوفيد19 بحلول النصف الأول من العام 2022. وفيما أرغم كوفيد19 زعماء العالم السنة الماضية على إلقاء خطابات مسجلة مسبقاً، عبر الاتصال المرئي؛ بسبب نازلة كورونا؛ قرر أكثر من 100 رئيس دولة وعشرات الوزراء الحضور شخصياً لنيويورك هذا العام، على رغم استمرار مخاطر النازلة.

وتأتي اجتماعات الجمعية العامة ولا يزال العالم يكتوي بالوباء. فقد ارتفع العدد التراكمي لإصابات العالم أمس (الإثنين) إلى 229.33 مليون إصابة. وارتفع تبعاً لذلك عدد وفيات العالم بالوباء إلى 4.7 مليون وفاة. وتعد الولايات المتحدة الأشد تضرراً في العالم من نازلة كورونا؛ إذ ارتفع العدد التراكمي لمصابيها أمس إلى 42.90 مليون مصاب. وسجلت أمريكا الأحد 148252 إصابة جديدة، رافقتها 2012 وفاة إضافية. وسجلت أمس (الإثنين) 148202 حالة جديدة، رافقتها 2011 وفاة إضافية. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس أن متوسط عدد وفيات كوفيد19 في الولايات المتحدة تجاوز خلال عطلة نهاية الأسبوع ألفيْ وفاة يومياً، للمرة الأولى منذ أول مارس 2021. وجاء أكثر من 30% من الوفيات الجديدة من ولايتي فلوريدا (353 وفاة يومياً)، وتكساس (286 وفاة يومياً). ويعزو الخبراء الصحيون الأمريكيون تفاقم الأزمة الوبائية في بلادهم إلى تسارع تفشي سلالة دلتا المتحورة وراثياً. ووصفت المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها الوضع بأنه أشبه بتفشي مرض الجدري. وعلى رغم أن أمريكا قامت حتى الآن بتطعيم 54% من سكانها باللقاحات المضادة لكوفيد19؛ إلا أن المثير للقلق تواتر التقارير عن حدوث ما يعرف بـ«الإصابات الاختراقية»، وهي التي تقع بعد تحصين الشخص بجرعتي اللقاح؛ على رغم أن اللقاحات توفر مناعة قوية من تدهور المصاب بسلالة دلتا إلى درجة تحتم نقله إلى المستشفى.

وفي بريطانيا، حيث غادر رئيس الوزراء بوريس جونسون بلاده إلى الولايات المتحدة للقاء الرئيس جو بايدن، وحضور أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة؛ بدا الوضع الصحي أقل وطأة، على رغم استمرار تسجيل ما لا يقل عن 29 ألف إصابة جديدة يومياً. وقيدت بريطانيا أمس 56 وفاة إضافية بكوفيد19. وقالت وزارة الصحة إن الأسبوع الحالي شهد انخفاضاً في عدد الحالات الجديدة بنسبة 17.7% عن الأسبوع الذي سبقه. لكنها قالت إن الأسبوع الماضي شهد 1003 وفيات، تمثل زيادةً نسبتُها 3.3% عن سابقه. وأعلنت الحكومة البريطانية ليل الأحد أنها قررت «تعزيز حائط الدفاع ضد فايروس كورونا الجديد الذي نشأ نتيجة لإتاحة اللقاحات». وأضافت أنها قررت طبقاً لذلك إرسال دعوات بريدية وهاتفية اعتباراً من أمس (الإثنين) لأكثر من مليون نسمة، ليسارعوا بالحصول على «جرعة تعزيزية ثالثة» من اللقاحات. وذكر مسؤولو الخدمة الصحية في إنجلترا أمس أنهم سيطلقون رسائل نصية لنحو 1.5 مليون نسمة يحق لهم الحصول على الجرعة الثالثة، فيما سيرسلون خطابات بريدية إلى الشرائح العمرية الأخرى في وقت لاحق من الأسبوع الحالي. وأضافت أن تطعيم الأطفال من سن 12 إلى 15 عاماً سيبدأ «قريباً». وتقول السلطات البريطانية إن أي شخص في بريطانيا عمره 50 عاماً أو أكثر يحق له الحصول على الجرعة التعزيزية الثالثة. وستكون الجرعة الثالثة من لقاح فايزربيونتك. لكن وكالة حكومية مسؤولة عن التطعيم قالت إن لقاح موديرنا سيستخدم في حال تعذر توفير كميات من لقاح فايزربيونتك.

متابعات حول العالم

أعلنت سنغافورة أنها رزئت أمس بأكثر من ألف إصابة جديدة، لليوم الثاني على التوالي. وقالت وزارة الصحة إن عدد المنومين بالوباء في المشافي يبلغ 873 شخصاً، منهم 21 في وحدات العناية المكثفة. وأضافت أن أمس شهد 4 وفيات إضافية.

تقول روسيا إنها رصدت الأحد 20174 إصابة جديدة، علاوة على قيد 793 وفاة إضافية. وعزا عمدة موسكو سيرغي سوبيانين ارتفاع الإصابات الجديدة إلى عودة سكان موسكو إلى مدينتهم بعد تمتعهم بعطلاتهم الصيفية، وكذلك بسبب معاودة المدارس فتح أبوابها.

ذكرت السلطات في مقاطعة فكتوريا الأسترالية أنها ستخرج عاصمتها ملبورن من إغلاقها السادس حال تطعيم 70% من السكان. وأضافت أنها ستبدأ تخفيف الإغلاق اعتباراً من الشهر القادم. وتوقع رئيس وزراء فكتوريا دانيال أندروز البدء في ذلك اعتباراً من 26 أكتوبر القادم. وتشير الأرقام الحكومية إلى أن فكتوريا قامت حتى الآن بتطعيم 44% من سكانها.