ورغم الجهود العربية والدولية الحثيثة لوقف نزيف تلك الحرب بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع، إلا أنها ما زالت مستمرة وتنبئ بعواقب وخيمة، لكن فرض عقوبات من قبل الإدارة الأمريكية على قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو «حميدتي» خطوة مهمة يراها الكثير من المراقبين لمواجهة تلك القوات التي تقف وراء عدم استقرار السودان.
ويرى خبير الشؤون الأفريقية بالقاهرة الدكتور عدلي سعداوي أن قرار الإدارة الأمريكية بفرض عقوبات على«حميدتي» وعدد من الشركات التجارية التابعة له التي تموله مادياً، هو نتيجة استمرار تلك القوات في انتهاك حقوق الشعب السوداني، سواء بالقتل أو التعذيب طوال فترة الحرب، والقيام بعمليات نهب واسعة لممتلكات الأهالي، وحرق العشرات من المنشآت التجارية.
وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية قامت من قبل بفرض عقوبات على شخصيات عسكرية من قوات الدعم السريع وصولاً لقائدها، في محاولة لإنهاء العنف بالبلاد وحماية المدنين، وصولاً لتحقيق مطالب الشعب باستقرار السودان، في ظل ما يحيط بالمنطقة من أزمات ومشكلات ونزاعات خطيرة.
وقال سعداوي لـ«» إن العقوبات الأمريكية على «حمديتى» جاءت نتيجة لتحريات وتقصي حقائق وتقارير عديدة بحق قوات الدعم السريع، التي تسعى بكل قوة للسيطرة على السلطة، حتى لو كلفها ذلك بحوراً من دم الشعب السوداني، وهذه العقوبات ستحد دور قائد هذه القوات والقادة التابعين له، كما سوف تضيق عليهم الخناق بعدم حرية الحركة والتنقل، وهو سيناريو يؤثر في النهاية على عملياتهم العسكرية داخل المدن السودانية، بل ومحاكمتهم جنائياً على ما ارتكبوه من جرائم بحق الشعب السوداني، وربما تحدث انشقاقات داخل الدعم السريع خلال الأيام القادمة، خوفاً على حياتهم الشخصية والمطاردة الأمنية الدولية.
وأوضح خبير الشؤون الأفريقية بالقاهرة، أن التطورات على الساحة السودانية، تقتضي ضرورة إنهاء الصراع والانقسامات، في ظل وجود العشرات من التنظيمات الإرهابية الموجودة بالقارة الأفريقية التي تحاول التربص بالبلاد والتوغل داخل الأراضي السودانية، وهو ما يشكل خطراً على دول الجوار الجغرافي والمحيط الإقليمي، نظراً لموقع السودان المطل على البحر الأحمر وهو أمر تعيه جيداً واشنطن، كما أن استمرار الحرب والعنف في السودان، يمكن أن يتسبب في أزمة إنسانية بكامل منطقة شرق أفريقيا، وهو ما يستدعي ضرورة تفاديه لاحتواء هذه التبعات الخطيرة، وسرعة إنهاء الأزمة السودانية.