العلاقات الصينية العربية قديمة منذ الأزل

تعود العلاقات العربية الصينية لزمن الخليفة عثمان بن عفان في 651 ميلادية، عندما أرسل وفدًا للصين من مكة المكرمة للتعريف بالإسلام. كما لعب طريق الحرير في تعزيز العلاقات السعودية الصينية اقتصاديًا وسياسيًا وثقافيًا، وهو ما تجسد خصوصا في تأسيس المنتدى العربي الصيني الذي انطلق في 2004، وأسهم في وضع العلاقات العربية الصينية في إطار مؤسسي عمل على تطورها وقراءة إمكانياتها المستقبلية. وكانت زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز إلى جمهورية الصين الشعبية، وزيارة ولي العهد في 2017، جاءت لتفعل العلاقات السعودية الصينية من مختلف الجوانب، ولتعزيز التعاون بين رؤية المملكة 2030 ومبادرة الحزام والطريق الصينية وتوسيعًا لمسارات التعاون بين البلدين.

وفي ندوة العلاقات الثقافية العربية الصينية، التي نظمتها مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض، وشارك فيها كل من سفير الصين لدى المملكة تشن وي تشينغ، ونائب المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة الدكتور عبدالكريم الزيد، وأدارها مدير مركز الفهرس العربي الموحد الدكتور صالح المسند، قال السفير الصيني: «يقول الصينيون: إذا عمل الإخوة معًا يمكن التغلب على كل الأزمات»، فالعلاقات وثيقة بين الأمتين العربية والصينية، وهناك جينات مشتركة بين الثقافتين، ونحن نمد يد العون في السراء والضراء من حيث القلوب، وعلينا أن نتقارب وأن نتناغم من حيث الأفكار. وأن نظل نناقش سبل التعاون بين الثقافتين العربية والصينية ونعمل على تعزيز التعاون خصوصًا الثقافية والحضارية والشبابية.

ولأن علاقات العرب والصين ليست وليدة اليوم أو أمس، فقد أسفرت عن محطة مهمة هي تأسيس المنتدى الصيني العربي في العام 2004، الذي نتج عنه العديد من الاتفاقيات العلمية والثقافية وبرامج التعاون الحضاري بين الصين والعالم العربي، وكانت المملكة سباقة لتطوير العلاقات العربية الصينية، وبالتحديد السعودية الصينية.

وقد حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أثناء زيارته للصين على تدشين فرع مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في جامعة بكين في قلب العاصمة الصينية، ما أسهم في تقارب حضاري عربي صيني، فيما أعلن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في مارس 2019 إنشاء جائزة تحمل اسمه عن التعاون الثقافي بين السعودية والصين، مما يدل على اهتمام الدولة السعودية بعلاقاتها مع الصين.