لتخليد إرث سليمان العليان رحمه الله «نمضي قدماً لأجيال المستقبل»
كشفت شركة العليان المالية سلسلة من المبادرات التي تقدمها في إطار احتفالها بالذكرى الخامسة والسبعين لانطلاق مجموعة العليان التي بدأت عام 1947 بتأسيس شركة المقاولات العامة على يد رجل الأعمال السعودي الراحل سليمان صالح العليان رحمه الله. وقد أرسى تأسيس تلك الشركة أساساً متيناً لنمو مؤسسة مزدهرة ومتعددة الجنسيات ظلت تتوسع وتكبر مع تقدم السنوات، حتى بعد وفاة مؤسسها.
وعبر مكاتبها المنتشرة في العديد من دول العالم، تحتفل مجموعة العليان بهذا الإنجاز الرائع، حيث تحيي إرث مؤسسها وقيمه عبر حملة تستمر لعام كامل تحت شعارها الملهم «نمضي قدماً لأجيال المستقبل». وأطلقت شركة العليان المالية ضمن هذه الحملة سلسلة من المبادرات بعيدة المدى تشمل أربع ركائز رئيسية؛ هي التعليم والصحة والاستدامة والثقافة. وتم تصميم كل مشروع من المشاريع المعنية بعناية تامة حتى تعكس شغف سليمان العليان رحمه الله الراسخ بالعمل الخيري، والالتزام بإحداث تأثير إيجابي طويل الأجل في حياة الناس داخل المملكة العربية السعودية وخارجها.
وتجسد ركيزة التعليم إيمان سليمان العليان رحمه الله الراسخ بقدرة التعليم على إحداث تغيير جوهري، ليس في حياة المستفيدين فحسب، إنما يمتد ليشمل عائلاتهم وأبناءهم وأحفادهم. ومع استصحاب هذا التأثير طويل المدى ووضعه في الاعتبار، تقوم مؤسسة سليمان صالح العليان الخيرية، التي تمثّل الذراع الخيرية للمجموعة برعاية 75 طالباً، وتوفير منح دراسية لهم للالتحاق بالجامعات في جميع أنحاء المملكة. كما وضعت المؤسسة خلال الفترة الماضية حجر الأساس لمشروع تعليمي رائد يكتسب أهمية خاصة، هو معهد سليمان العليان للابتكار وريادة الأعمال، وذلك بالشراكة مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا لتمكين المبتكرين ورواد الأعمال من الحصول على المهارات والخبرات اللازمة للإسهام في صنع مستقبل مزهر ومشرق للمملكة العربية السعودية.
وضمن ركيزة الاستدامة البيئية، تقوم شركة العليان المالية بزراعة مليون شجرة مانجروف على سواحل جيزان، بالتعاون مع وزارة البيئة والمياه والزراعة. ووقع الاختيار على هذه الأشجار بسبب قدراتها العالية على عزل الكربون، وتنقية المياه، والحفاظ على التنوع البيولوجي، وتوفير موطن للحياة البحرية. ويتوقع أن تسهم غابات المانجروف عند اكتمال المشروع في تعويض نحو 25 ألف طن متري من ثاني أكسيد الكربون سنويا.
وفي مجال الرعاية الصحية، اختارت شركة العليان المالية تقديم الدعم لمجال طب العيون بسبب تأثيره الهائل على جودة الحياة للمرضى وعائلاتهم. ولأن أكثر من 400 طفل يصابون بالعمى سنويا بسبب التشخيص الخاطئ وتعذر الوصول إلى الفحص الوقائي، فقد تعاونت الشركة مع مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون وقامت بتوفير 12 كاميرا رقمية (RetCam) عالية التقنية. وسيتم نشر هذه الأجهزة الحديثة في مراكز وزارة الصحة المنتشرة في جميع أنحاء المملكة لدعم البرنامج الوطني لاعتلال الشبكية الخداجي.
وتمثل الثقافة الركيزة الرابعة والأخيرة لسلسلة مبادرات العليان المالية، حيث تم إطلاق برنامج تدريبي فريد بالتعاون مع مؤسسة Turquoise Mountain يستمر لمدة عام كامل، ويشتمل البرنامج على تدريب 12 حرفيا على كيفية الاستفادة الكاملة من كميات شمع العسل المحلي التي كانت تُهدر في السابق. وسيتم تدريب المشاركين على العديد من الطرق الإبداعية لإعادة توظيف هذا المورد وإعادة استخدامه، إضافة إلى دعم صناعة المناحل المحلية، كما يتم العمل لتشمل فوائد المبادرة الشركات السعودية عبر إنشاء محتوى محلي يدعم نشوء صناعت جديدة.
وتعليقا على مبادرات الحملة، قال رئيس مجلس إدارة المساهمين في مجموعة العليان خالد صالح العليان: «الطبيعة الشاملة لهذه المبادرات المميزة والتي تم الكشف عنها مؤخرا تمثِّل تكريما مناسبا للغاية لسيرة الراحل سليمان العليان رحمه الله، ونحن على ثقة تامة بأن هذه المشاريع لا تجسد فقط الإيمان الراسخ لمؤسس الشركة بهذه المبادئ، بل هي جزء أساسي من القيم الأساسية التي تحكم توجهات ومبادئ مجموعة العليان وأسلوب عملياتها التشغيلية. يشرفنا أن نتقدم بهذه المبادرات وأن نعمل على ضمان أن تؤتي ثمارها وتحدث التأثير الإيجابي المطلوب على حياة الشعب السعودي والمجتمع بأسره».
من جانبها، قالت رئيسة اللجنة التنفيذية لشركة العليان المالية لبنى العليان: «من دواعي سرورنا أن ننظر إلى الوراء لنتأمل رحلة امتدت على مدى 75 عاما من الإنجازات التي نبتت من بذور طيبة زرعها مؤسس الشركة، الراحل سليمان العليان رحمه الله. عندما شرع والدي في هذه الرحلة كان هدفه دائما أكبر من مجرد إنشاء مشروع تجاري ناجح؛ فقد سعى لتقديم إضافة إيجابية للمجتمع، والمساهمة في ازدهار المملكة ورفاهية شعبها. لذلك لم نجد طريقة أفضل لاستمرار إرثه من مواصلة هذه المساعي الخيرية التي حرص عليها في حياته. لذا فإننا نشعر بالفخر للقيام بذلك من خلال أحدث مبادراتنا التي نثق أنها سوف تثري حياة الأجيال القادمة».
وكانت شركة العليان قد احتفت بذكرى تأسيسها الخامسة والسبعين باحتفال خاص أقيم في الرياض، اطّلع خلاله الحضور على ماضي الشركة العريق وحاضرها المزهر وخططها المستقبلية الطموحة عبر سلسلة من العروض المرئية والكلمات التي ألقاها قادة الشركة. كما تعرّفوا على التطور المتواصل الذي امتازت به المجموعة من خلال جدول زمني مرئي، إلى جنب عرض الشركات المدرجة ضمن محفظة المجموعة وإنجازاتها، مع التركيز الشديد على المنتجات المحلية المصنوعة في السعودية.
وعلى مر السنين الماضية، ساهمت شركة العليان المالية في نمو وتطور الاقتصاد السعودي من خلال أعمالها المتنوعة التي تنتشر في المملكة العربية السعودية لتغطي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتركيا والهند. وتشمل استثمارات الشركة الأسهم العامة والخاصة، والشراكات الإستراتيجية، والأصول العقارية، بينما تضم محفظة شركة العليان السعودية القابضة أكثر من 25 شركة تعمل في مجالات المواد الغذائية والمشروبات، والمطاعم، والرعاية الصحية والشخصية، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والطاقة، والأعمال التجارية بين الشركات.