الغارديان: “إسرائيل” تحاول استرضاء أمريكا بمقترحات بشأن غزة

قال تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية إن المسؤولين الإسرائيليين يسعون جاهدين لتجنب حالة “الإحباط المتزايدة” في واشنطن قبيل اجتماع “قد يكون صعبًا” بين وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وذلك من خلال تقديم سلسلة من المقترحات السياسية بشأن غزة، وصفها البعض بأنها تفتقر إلى “التفاصيل أو الالتزام”.

وبحسب تقرير نشرته الصحيفة، فإن الولايات المتحدة أظهرت دعما قويا لإسرائيل منذ اندلاع حربها مع حماس قبل ثلاثة أشهر، لكنها حريصة على الحصول على بعض التنازلات من نتنياهو لخفض مستوى التوترات الإقليمية والمساعدة في تجنب صراع أوسع في منطقة الشرق الأوسط.

وكان بلينكن قد وصل مساء الجمعة، إلى اسطنبول، محطته الأولى ضمن جولة في الشرق الأوسط محورها الحرب في غزة، والتي تشمل أيضا زيارة خمس دول عربية هي مصر والأردن وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة فضلا عن إسرائيل والضفة الغربية في إطار الجولة الرابعة له في المنطقة منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.

وذكرت الصحيفة أن بلينكن سيمارس خلال زيارته لإسرائيل، ضغوطا على نتنياهو لبذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين في غزة، والسماح بوصول المزيد من المساعدات إلى القطاع وكبح جماح وزراء اليمين المتطرف الذين دعوا إلى إعادة التوطين الجماعي للفلسطينيين وهو الخطاب التي أدانته الولايات المتحدة ووصفته بأنه “تحريضي وغير مسؤول”.

وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو “أثار غضب واشنطن” برفضه حتى الآن المشاركة في أي “تخطيط تفصيلي” لحكم غزة بعد انتهاء الهجوم العسكري الإسرائيلي ورفض الخيارات التي تفضلها  الولايات المتحدة.

تكرار وعود سابقة

وتابعت الصحيفة “لقد سارع كبار الوزراء الإسرائيليين خلال الأيام الأخيرة إلى تقديم بعض مقترحات ما بعد الحرب وتكرار الوعود السابقة بأن الجيش الإسرائيلي سوف ينتقل إلى تكتيكات أقل تكلفة بالنسبة للمدنيين”.

وتشمل هذه “المقترحات “بحسب المسؤولين الإسرائيليين احتفاظ إسرائيل بالسيطرة الأمنية على غزة، مع وجود هيئة فلسطينية غير محددة بتوجيه إسرائيلي تدير الإدارة اليومية للقطاع وتتولى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والشركاء الإقليميين مسؤولية إعادة إعمار القطاع.  

وأضافت: “بموجب خطة يوآف غالانت، فإن الهجوم الإسرائيلي على غزة سيستمر حتى يتم إطلاق سراح الرهائن الذين تم احتجازهم خلال هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، وتفكيك “القدرات العسكرية والحكومية” لحماس.

مرحلة جديدة من حكم القطاع

وبعد ذلك، تبدأ مرحلة جديدة تتولى خلالها “هيئات فلسطينية غير محددة”، حكم القطاع.

ونقلت الصحيفة على لسان مراقبين إسرائيليين قولهم إن مقترحات غالانت ليست مقترحات رسمية سياسة ولم يتم تقديمها بعد إلى وزراء آخرين في حكومة الحرب الإسرائيلية وبأنه من غير المرجح أن تنجح هذه المقترحات.

الصحيفة ميراف زونسزين، المحللة البارزة في شؤون إسرائيل وفلسطين لدى مجموعة الأزمات الدولية قالت: “يقوم الجيش الإسرائيلي بعرض  خطته على السياسيين للنظر فيها وهي وصفة لكارثة”. مضيفة أن “فكرة الرغبة في أن يتولى الفلسطينيون المحليون الحكم المحلي هي النهج الصحيح ولكن عليك أن تتركهم يختارون بأنفسهم”.

وأفادت الصحيفة، أن خطة غالانت تختلف “بشكل صارخ” عن الدعوات الأمريكية لإعادة تنشيط السلطة الفلسطينية لإدارة  الضفة الغربية وغزة معا وبدء مفاوضات جديدة تفضي لإنشاء دولة فلسطينية تعيش جنبا إلى جانب إسرائيل.

ونقلت الصحيفة عن ماثيو ميلر الناطق باسم الخارجية الأمريكية  قوله “من الواضح أن هناك قضايا صعبة تواجه المنطقة وخيارات صعبة أمامنا”.

تصريحات بايدن التي ينتقد فيها إسرائيل

وتدفع الولايات المتحدة إسرائيل إلى التحول إلى عمليات عسكرية أقل كثافة في غزة والتي تستهدف بشكل أكثر دقة حماس.

وفي انتقاد علني نادر، حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن الشهر الماضي من أن إسرائيل تخسر الدعم الدولي؛ بسبب “هجماتها العشوائية” على قطاع غزة.

وقال بيان غالانت، إن القوات الإسرائيلية ستتحول في شمال غزة إلى “نهج قتالي جديد” يركز على الغارات وتدمير الأنفاق و”الأنشطة الجوية والبرية والعمليات الخاصة”.

لكن في المقابل شددت الصحيفة على أنه لم يكن من الواضح كيف يمكن أن يختلف هذا “النهج الجديد” عن العمليات الحالية، على الرغم من أن الصحيفة اعتبرت أن انسحاب القوات الإسرائيلية الأخير من غزة قد يشير إلى “تغيير وشيك في تكتيكات الحرب”.

وتحدثت الصحيفة عن المخاوف الأخرى لإدارة بايدن حول الصراع في غزة والتي تتعلق بدعوات أعضاء اليمين المتطرف في حكومة نتنياهو لتشجيع الفلسطينيين على مغادرة غزة بشكل جماعي والتي تتزامن مع تقارير غير مؤكدة في إسرائيل عن تقديم مقترحات لإقناع الدول الأخرى بقبول أعداد كبيرة من الفلسطينيين؛ ما أثار مخاوف في معظم أنحاء العالم العربي من أن إسرائيل تريد طرد الفلسطينيين من الأراضي التي يريدون بناء دولتهم المستقبلية عليها، مكررة عملية التهجير الجماعي للفلسطينيين في الحروب التي أعقبت قيام إسرائيل عام 1948.

ووصفت رواندا يوم الجمعة، التقارير التي نشرتها وكالة أنباء إسرائيلية عن محادثات بين رواندا وإسرائيل بشأن نقل الفلسطينيين من غزة بأنها “معلومات مضللة تمامًا ويجب تجاهلها”.

وقال الناطق باسم الخارجية الأمريكية للصحفيين: “لقد كنا واضحين وثابتين في موقفنا الذي لا لبس فيه من أن غزة هي أرض فلسطينية وستظل أرضا فلسطينية، مع عدم سيطرة حماس على مستقبلها ومع عدم وجود جماعات إرهابية قادرة على تهديد إسرائيل”.

ووفقا لتقارير الأمم المتحدة فقد تحول جزء كبير من شمال غزة إلى أنقاض كما تم تهجير حوالي 85% من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وأجبروا على العيش في مناطق أصغر من أي وقت مضى، كما ويعاني ربع السكان الآن من الجوع بسبب عدم وصول الإمدادات الكافية.