قالت صحيفة “الغارديان” البريطانية في افتتاحيتها، الثلاثاء، إن على إسرائيل وإيران الابتعاد عن الهاوية والحرب المفتوحة.
وقالت:” من المقلق أن ما بدأ بهجوم إسرائيل على القنصلية الإيرانية في سوريا في نيسان/أبريل لم ينته بعملية الوعد الصادق الإيرانية فقط”.
وكما قال وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون فإنه بلاده كانت ستتحرك بقوة لو سوت قوة معادية أحد سفارتها بالتراب.
وقالت الصحيفة إن هذه هي لحظة مهمة للشرق الأوسط، و “العالم لا يعرف ما أطلق العنان له هنا، ومن الأرجح ألا يكون شيئا جيدا. ومن هنا فمن الصائب دعوة قادة العالم حكومة بنيامين نتنياهو لإظهار ضبط النفس”.
ورأت أن الخيار الحكيم بالنسبة لنتنياهو هو ما قاله الرئيس الأمريكي جو بايدن “خذ الفوز” بعد صد الهجمات وعدم الرد عسكريا، وعندها سيكون الزعيم الإسرائيلي قادرا على تحرير الأسرى لدى حماس ووقف الحرب، بحسب تعبيرها.
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل نجت بدون أي خدش من 300 صاروخ ومسيرة أرسلتها إيران، بسبب عيوب الصواريخ والدعم الدولي والعربي وتحذيرات إيران المتعددة وحصانة الدفاعات الإسرائيلية. وما يهم في العملية أنها كشفت عن اعتماد إسرائيل على شركائها، وهو ما حاول نتنياهو تجاهله خلال الأشهر الماضية. ولو قرر نتنياهو الخيار العسكري فسيختفي التحالف هذا مثل الزهرة النابتة في الصحراء. وستتردد الدول العربية بدعم هجوم مضاد وبدون أي تقدم على المسار السلمي مع الفلسطينيين، كما جاء في الافتتاحية.
اقرأ أيضا:
كيف أثرت سياسية أردوغان تجاه “إسرائيل” على نتائج الانتخابات المحلية؟
وتابعت: “ما يهم هو أن الولايات المتحدة عبرت عن عدم دعمها لتحرك مثل هذا. وستتحول العمليات الانتقامية المضادة إلى روتين لأنها ستتعامل مع الهجمات على تراب البلد كوسيلة للسياسة وليس الحل النهائي في وجه التهديدات الوجودية. وقالت إن التنافس الإيراني- الإسرائيلي يعود لأكثر من عقدين، حيث سلحت إيران جماعات وكيلة لها ضربت إسرائيل بدون أن تتأثر مباشرة، فيما ردت إسرائيل بدون أن تعلن المسؤولية، لكن هجوم حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 أخرج المواجهة للعلن”.
ويجب على القيادة الإسرائيلية تجنب مصيدة أن الحرب مع إيران محتومة وأن القتال في مرحلة وليس حالا ستكون مكلفة. وهددت إيران بأنها مستعدة للرد على هجوم إسرائيل، ولكن الحرب الواسعة قد تندلع عندما يسيء طرف تقييم الوضع.
وحذرت الصحيفة من استهداف إسرائيل المفاعلات النووية الإيرانية، حيث لم تعد طهران ملتزمة باتفاقيات دولية بعد القرار المتهور لدونالد ترامب، سيكون تصعيدا غير مسؤولا، فالمواجهة بين إيران وإسرائيل لها بعد أيديولوجي يغطي على طريقة التفكير والحكم على الأشياء. ومن هنا يجب أن يتم انتشالهما بعيدا عن حافة الهاوية.
إسرائيل