وضع الله، سبحانه وتعالى، أسساً ثابتة ينبغي أن يسير عليها الأزواج، ومن أهم تلك الأسس، هي المودة والرحمة، وقد نظم الإسلام الحقوق الممنوحة لكلٍّ من الزوجين؛ بحيث إنه لو قام بها كلُّ واحد باقتدار، لسعد هو وأسعد مَن حوله، أما إذا أساء أحدهما استخدام هذا الحق، فشلت الحياة الزوجية؛ فالحياة الزوجية شركة بين الزوجين، وكما قرر الإسلام حقوقاً للزوج، قرر أيضاً حقوقاً للزوجة:
طاعة الزوج ليست مطلقة ولا عمياء
إن طاعة الزوج المفروضة على المرأة لزوجها، ليست مطلقة ولا طاعة عمياء، وليست طاعة من دون قيد أو شرط أو حدود؛ بل في حدود ما يتعلق بحياتهما وأسرتهما وما يشتركان فيه، وهي طاعة الزوجة الصالحة للزوج الصالح النقي، التي تعتمد على الثقة بشخصه والإيمان بإخلاصه والصلاح في تصرفاته، والطاعة المبنية على التشاور والتفاهم تُدعّم كيان الأسرة وتَزيد من أواصرها؛ فالشريعة الإسلامية شددت في طاعة المرأة لزوجها، كما تقدم في قول الله تعالى ﴿الرجال قوامون على النساء﴾؛ فالرجل قوام الأسرة بحكم وظيفته التي وهبها الله له، والزوجة المخلصة الصادقة، هي خير مستشار لزوجها، تعينه وتهديه بعواطفها وتحميه بغريزتها وتغذيه برأيها، وقد كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يستشير زوجاته ويأخذ برأيهن في بعض الأمور الهامة.
• حقوق الزوج على زوجته
خير متاع الدنيا هو الزوجة الصالحة، التي تعلم جيداً ما لها وما عليها من واجب في حق طاعة الزوج بالمعروف، فيما يُرضي الله؛ فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
• حفظ الزوج حين غيابه، يقول الله سبحانه في سورة النساء الآية 9 (فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ)؛ فلا تخونه في ماله وعِرضه ولا تنظر إلى رجل غيره، وتمتنع عن أيّ لقاء به إثم، أو كلمة تثير مشاعرها، وعليها أن تخفض صوتها، ولا تخضع بالقول فيطمع بها مَن بقلبه مرض.
• إجابة الزوجة زوجها إذا دعاها؛ فمن حق الزوجة على زوجها إذا دعاها أن تجيبه وتلبي طلبه؛وعليها أن تحفظ أسرارهما داخل حجرتها من دون أن تفصح عنها.
• عدم مغادرة المنزل بغير إذن الزوج؛ فينبغي على الزوجة ألا تخرج من البيت بغير إذن زوجها
• مراعاة مشاعر الزوج وحفظ كرامته، وعلىها أن تحفظ زوجها بغيبته، وألا تحمّله ما لا يطيق، وتقنع بما قسمه الله لها تعالى من رزق، وألا تتعالى عليه بنسبها أو جمالها، وألا تغتاب زوجها أو تسخر منه بغيبته، والامتناع عن إيذائه في الفعل والقول، ولا ترفع صوتها عليه، وتشكره على ما يقدمه لها؛ حيث إن شكر الزوج من شكر الله، ورضاه من رضا الله، عز وجل.
• الرجل قوام الأسرة، الرجل قوام الأسرة بحكم وظيفته التي وهبها الله له؛ فهو راعيها ومراقب أخلاقها وشؤونها؛ فواجب على جميع أفراد الأسرة طاعته، وهو مكلف بأعباء الحياة والسعي للإنفاق عليها وقضاء حاجاتها.
• طاعة الزوجة لزوجها بالمعروف، ويعني ذلك أن كل ما يقوله الزوج للزوجة للقيام بفعله من أمور لا تغضب الله تعالى ورسوله، يجب أن تطاع، وفي حال إذا كان يريد منها أن تقوم بأفعال تغضب الله تعالى ورسوله ولا تعد من ضمن مبادئ الدين الإسلامي، وأيضاً يجب أن تطيعه من خلال الستر في ملبسها، وفي أمور وقرارات البيت، بالإضافة إلى تربية الأولاد وشؤونهم، ويجب على الزوجة ألا تعصي زوجها بأفعال مثل الصوم تطوعاً؛ فيجب على المرأة طاعة ربها أولاً ثم طاعة زوجها؛ فالرجل يُعتبر في الشريعة الإسلامية هو المسؤول الأول عن الأسرة؛ فيجب عليه رعاية أخلاقها ومراقبة شؤونها وتلبية حاجاتها.
[iframe]
• خدمة الزوجة لزوجها
عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم قال: “لو أمرت أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، ولو أن رجلاً أمر امرأته أن تنقل من جبل أحمر إلى جبل أسود ومن جبل أسود إلى جبل أحمر لكان نولها أن تفعل”؛ (أي عليها أن تفعل)، ولقد كان النبي، صلى الله عليه وسلم، يأمر نساءه بخدمته فيقول: يا عائشة أطعمينا، يا عائشة هلمي المدية واشحذيها بحجر.
• الاختلاف بين طاعة الزوج وخدمة الزوج
وطاعة الزوج في الدين الإسلامي ممثلة؛ أي في كل ما لا يخضع لله فيه، إنها واحدة من أجمل عادات اليوم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: “تجب خدمة زوجها خيراً من أمثالها إلى أمثاله، وهذا يختلف باختلاف الظروف، خدمة البدو ليست مثل خدمة القروي، وخدمة القوي ليست مثل خدمة الضعيف”
• طاعة الزوجة لزوجها لا تنقص من قدرها
إن الرأي الراجح قد ذهب لوجوب خدمة الزوجة زوجها فيما تقدر عليه وتستطيع؛ حيث خلقها الله تعالى لاحتواء الرجل والقيام على راحته، وأن تكون له ولأبنائه مسكناً، وطاعة الزوجة لزوجها لا تُنقص من قدرها ولا تقلل من شأنها؛ بل هي من أهم عوامل الاستقرار الأسري، ولا فرق في ذلك بين امرأة وأخرى؛ فخير نساء العالمين زوجات النبي، كن يخدمنه ويقمون على رعايته وتلبية أوامره، صلى الله عليه وسلم.