أقامت الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة يوم الخميس، خيمة عزاء للناشط نزار بنات، الذي اغتيل على يد الأجهزة الأمنية، عقب اعتقاله من مكان سكنه في بلدة دورا جنوبي الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة فجر اليوم.
وشارك في بيت العزاء الذي أقامته الفصائل بساحة الجندي المجهول وسط مدينة غزة شخصيات وطنية واعتبارية، وممثلين عن الوجهاء والمخاتير، والعشرات من أبناء شعبنا.
وقال القيادي بالجبهة الديمقراطية طلال أبو ظريفة: إن “خيمة العزاء هي لمسة وفاء لروح المناضل نزار بنات الذي كان ثائرًا ضد كل أشكال الظلم الفلسطيني، وضد كل أشكال الفساد ومن أجل تأسيس حرية رأي بعيدة عن الاعتقال السياسي”.
وأوضح أبو ظريفة أن بيت العزاء يأتي لإيصال رسالة من فصائل وقوى شعبنا أنه لا يمكن أن نسمح بمرور جريمة مقتل الناشط بنات مرور الكرام، داعيًا لتشكيل لجنة تحقيق جدية من قوى ومؤسسات حقوقية ومجتمعية وشعبية للوقوف أمام ملابسات هذه الجريمة النكراء.
وشدد على ضرورة تقديم من اقترفوا الجريمة النكراء بحق بنات لمحاكمة عادلة حتى نضع حد لهذه الجرائم.
بدوره، أكد المتحدث باسم حركة حماس فوزي برهوم أن اغتيال السلطة الفلسطينية للناشط والمعارض السياسي نزار بنات يؤكد أن السلطة انتقلت من مرحلة الاعتقال السياسي للاغتيال السياسي، وهذه أخطر مرحلة تصل إليها السلطة الفلسطينية.
وقال برهوم “هذا الحال يجب أن يتغير بإيجاد حالة وطنية ثورية ضد أي استهداف لأبناء شعبنا سواء من الاحتلال أو من أجل التنسيق الأمني التي تمارسه السلطة الفلسطينية”.
ووصف اغتيال بنات بالاستهداف المزدوج لرموز وعناوين شعبنا، قائلاً “مرفوضة هذه الجريمة، ولا يمكن السكوت عليها؛ يجب أن ينتقل الكل الفلسطيني من مرحلة سكون والاستنكار لمرحلة الفعل الشعبي الفلسطيني الثوري المقاوم ضد الاحتلال ومن يساعده بتصفية المعارضين السياسيين.
أما المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي طارق أبو شلوف قال إن “جريمة اغتيال بنات بجريمة مكتملة الأركان مورست من قبل السلطة الفلسطينية ضد الناشط نزار بنات، “ونقول يجب أن يكون هناك موقف وطني فلسطيني إزاء هذه الجريمة”.
وأشار أبو شلوف إلى أن إقامة بيت العزاء بساحة الجندي المجهول هي رسالة شعبية لوقف ملاحقة كل من يعارض سياسات السلطة الفلسطينية، مشددًا على ضرورة دعم المعارضة في الضفة.
وأضاف “كان يفترض من السلطة أن تلاحق العدو الذي يرتكب الاستيطان والإجرام بحق شعبنا، لا ان تلاحق المعارضين وتقوم بتصفيتهم”.
من جهته، قال مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة-في قطاع غزة لؤي القريوتي إن إقامة بيت عزاء يأتي تعبيرًا عن رفضنا لهذه الجريمة النكراء التي اقترفتها الأجهزة الامنية باتجاه المناضل بنات.
وأوضح القريوتي أن بنات مناضل وطني يعبر بحرية عن مواقفه ويتبنى قضايا شعبه الحياتية والحقوقية؛ كانت الجريمة صادمة لأبناء شعبنا ولكل فصائل العمل الوطني والاسلامي”.
وأضاف “نأتي في هذه الخيمة اليوم لنقول كلنا نقف ونطالب بكشف وفضح من أصدر أوامر الاعتقال بحق الشهيد بنات ومن صدر الأوامر بتصفيته؛ للأسف الأجهزة الأمنية غيرت عقيدتها بدلاً من أن تكون في صف شعبنا ها هي تمارس الاضطهاد بحق شعبنا وحرية التعبير والكلمة”.
وتابع حديثه “لم يعد مقبولاً الصمت على هكذا جرائم، كان من الممكن أن يكون كل مواطن فلسطيني بدلاً عن الناشط بنات”.