بدأت التجارة الحقيقية لآل القاطرجي في بداية 2013 بعد سيطرة الفصائل المسلحة على مدينة الرقة، فكان النظام السوري يريد أية صلة مع الفصائل من أجل شراء الحبوب من صوامع الرقة، فتمكن «الأخوان قاطرجي» (حسام، وبراء)، من شراء القمح باعتبارهما من مدينة الرقة وتصديره إلى مناطق النظام السوري، ومن هنا بدأ اسم القاطرجي يظهر مرتبطين بمنظومة النظام الاقتصادية في تنفيذ الصفقات القذرة، التي بدأت بشكل واضح مع تنظيم داعش. بعد سيطرة تنظيم داعش على مدينة البوكمال ودير الزور في 2014 ومن بعدها على مدينة الرقة في نهاية العام ذاته، سيطر التنظيم على كل منابع النفط في سورية، وأصبح المصدر الوحيد للطاقة، حتى بلغ الأمر إلى الأنبار والموصل، وبات التنظيم هو المصدر الوحيد لنفط في سورية والعراق.
وبطريقة مجهولة حتى الآن، عقد حسام القاطرجي وأخوه صفقة طويلة الأمد مع تنظيم داعش الإرهابي رغم كل الحروب ضد التنظيم من طرف الجيش السوري والتحالف الدولي، إلا أن القاطرجي تمكن من عقد صفقة اقتصادية يتم فيها فصل السياسة عن الاقتصاد والحصول على النفط مقابل المال، وبالفعل خصص التنظيم النفط في المناطق الشرقية من سورية للقاطرجي، وكانت ناقلات النفط تدخل إلى مناطق سيطرة التنظيم وتأخذ كميات كبيرة من النفط مقابل المال، وبهذه الطريقة يدعم القاطرجي داعش مالياً ويحصل على النفط من أجل تمويل آلة الحرب السورية ضد الشعب السوري.
بعد أن توسعت علاقات القاطرجي بتنظيم داعش الإرهابي، بدأ بعلاقة متينة ووطيدة مع المليشيات الإيرانية، التي كانت جزءاً من عملية تمويل شراء النفط، وبدأت في نهاية العام 2014 علاقة جديدة مع فصيل إرهابي جديد في سورية، ليكون جناحا القاطرجي (تنظيم داعش، والحرس الثوري الإيراني)، إذ أصبح الرجل المسؤول عن الإمدادات اللوجستية للجرائم الإيرانية في سورية.
وبدأ بتأسيس مليشيات خاصة به، من أجل حماية طرق النفط ونقله إلى مناطق سيطرة النظام السورية والمليشيات الإيرانية، ويقدر مطلعون على أعمال القاطرجي قوته العسكرية بنحو 10 آلاف مقاتل في كل المناطق السورية خصوصاً في المناطق الشرقية، وهي طريق مرور ناقلات النفط، بل يذهب البعض بالقول إن القاطرجي لديه مليشيات توازي جيش الأسد بالتعاون والتنسيق مع الحرس الثوري الإيراني في سورية، وبالفعل شكّل القاطرجي مليشيات خاصة شاركت في معظم الحروب في سورية، إلى جانب المليشيات الإيرانية وقوات الأسد في حلب وريفها وكذلك معارك الشمال السوري.
وبعد أن حظي القاطرجي بثقة النظام السوري، أصبح الواجهة الاقتصادية و«المليشاوية» للنظام السوري، ويتحرك بموجب التوجهات لنظام الأسد، وخصوصاً ماهر الأسد قائد الفرقة الرابعة التي تعتبر المصدر الأول لجباية الأموال من الشعب السوري، وبطبيعة الحال يعتبر القاطرجي المصدر الموثوق للفرقة الرابعة، بل أحد أهم مصادر المال القذر لماهر الأسد.
لم يكتفِ القاطرجي بالتجارة مع تنظيم داعش الإرهابي في دير الزور والرقة، بل كان له دور في بيع الكثير من الآثار في سورية عن طريق المليشيات الإيرانية خصوصاً في مدينة تدمر، إذ ساهم القاطرجي من خلال المليشيات الرديفة بالحرس الثوري الإيراني ببيع آثار سورية إلى الخارج من خلال شبكة عالمية من مهربي الآثار، وكانت المليشيات الإيرانية هي البوابة الخارجية للقاطرجي. في الآونة الأخيرة، بعد أن انتهت الأعمال العسكرية في سورية، اتجه القاطرجي بالتنسيق مع إيران إلى شراء مناطق صناعية في حلب، من أجل السيطرة على قطاع الصناعة بالتعاون مع إيران، وبالفعل تمكن من شراء بعض المناطق الصناعية بدعم وتمويل من إيران في إطار مخطط طويل الأمد للسيطرة على مفاصل الاقتصاد في سورية، وبالتنسيق مع ماهر الأسد الذي يعتبر بوابة إيران إلى سورية.