القاهرة: إعلاميون وأكاديميون يرفضون ما جاء في “بيان العار” ضد الرئيس عباس

كد إعلاميون وأكاديميون في جمهورية مصر العربية، رفضهم لما جاء في “بيان العار” الصادر عن مجموعة تسمي نفسها كتابا ومفكرين ومثقفين، محاولين تشويه خطاب الرئيس محمود عباس وحرفه عن مقصده ومضمونه الذي يفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي، واعتبروه مساسا خطيرا بالرواية  الفلسطينية.

وأكد نائب رئيس تحرير صحيفة الأخبار المصرية مصطفى يوسف في تصريح لوكالة “وفا”، أن هذا البيان الذي يحمل تواقيع عدد ممن يسمون أنفسهم بالأكاديميين والمثقفين، يتساوق مع الرواية الصهيونية وينكر الحقيقة الفلسطينية.

وقال: إن هذا البيان المشبوه يتساوق مع الحملة المسيسة التي تطلق لخدمة الأبواق الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني والرئيس محمود عباس، وهو بيان لا يحمل أي منطق أكاديمي أو إعلامي، موضحا أن هذه الفئة لم تنتبه وتعِ الرسائل السياسية والتاريخية للرئيس محمود عباس والرئيس الشهيد أبو عمار في سياق دفاعهما عن الرواية الفلسطينية وتثبيت الحق الفلسطيني.

من جانبه، أكد أستاذ الإعلام في جامعة المستقبل نادي عبد السلام، أن المثقف الحقيقي لا يمكن له أن يقف ضد رواية شعبه، ولا يمكن له أن يقف على الحياد حين يتعلق الأمر بمصير الشعوب المضطهدة والمعذبة ومسلوبة الحقوق، محذرا من الانزلاق وراء الإعلام المصنوع والكاذب، والذي يهدف إلى التشويش على خطاب الرئيس محمود عباس في الأمم المتحدة الأسبوع المقبل.

وقال عبد السلام، إن موقعي البيان لا يمكن تصنيفهم على أنهم مثقفون بل إنهم غير ذلك تماما وجهلاء في التاريخ، وإنهم لا يمثلون إلا أنفسهم وباعوا ضمائرهم للأسف لأعداء القضية الفلسطينية.

من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الألمانية صفوت بيومي، إن الرواية الفلسطينية ناصعة البياض، وترفض الظلم بكل أشكاله، وتنحاز إلى جانب المظلومين بصرف النظر عن دينهم وجنسيتهم، وإن كل محاولات الدعاية الصهيونية المغرضة وعلى رأسها أجهزة حكومة الاحتلال والأبواق المتوطئة معها لن تنال من الرواية الفلسطينية، باعتبارها رواية حق لشعب أصيل سيبقى يناضل من أجل الخلاص من الاحتلال الإسرائيلي.

وأشار بيومي إلى أن هناك تحديات مصيرية تواجه القضية الفلسطينية، وهو ما يتطلب توحيد الموقف الفلسطيني للتصدي لسياسات الاحتلال وإجراءاته، والعمل على إنهاء الانقسام المدمر وتغليب التناقض الرئيس في مواجهة مخططات الاحتلال وممارساته.

وشددت الإعلامية الجزائرية سهام بوستي، على أهمية مجابهة كل التحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني وقضيتنا الأساسية، مؤكدة أنه لا أمن ولا سلام ولا استقرار في المنطقة دون حل القضية الفلسطينية وتقرير المصير للشعب الفلسطيني وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، فكل اتفاقيات التطبيع مع دولة الاحتلال لن تحقق أي استقرار في المنطقة، بل تمثل تطبيعا مجانيا يكافئ الاحتلال، ما يتطلب تعزيز وحدتنا الوطنية البرنامجية في مواجهة هذه الاتفاقيات، مضيفة أن هذا البيان لا يعبر سوى عن الموقعين عليه، فمصلحتنا كأمة عربية هي أن نعمم الرواية الفلسطينية، لأنها السند الأخلاقي والقانوني لحقوق أشقائنا بفلسطين.

وقال الأكاديمي المصري حازم عبد السلام، إنه في الوقت الذي يحتاج الشعب الفلسطيني إلى تعزيز صفوفه والابتعاد عن كل الفتن، تقوم هذه الفئة التي تسمي نفسها بالإعلاميين والمثقفين بالتساوق مع الأكاذيب التي تحرف الحقيقة عما نقوم به دائما لفضح الممارسات والإجراءات الإسرائيلية للرأي العام، وكأنما هناك اتفاق بينهم وبين حكومة اليمين الإسرائيلية المتطرفة الحالية.

وأشار إلى أنه كان الأجدر بتلك الفئة المنحازة إلى الجانب الخطأ، إدانة الجرائم التي تُرتكب بحق الأشقاء  بفلسطين على مسمع العالم ومرآه، مؤكدا أن مصر دائما تؤكد دعمها ونصرتها للحق الفلسطيني، وأن القدس لن تكون إلا عربية وعاصمة دولة فلسطين الأبدية، كما شدد على أهمية الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام، معتبرا استمراره ضار بمصالح الشعب الفلسطيني، وأن اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية الذي تم الشهر الماضي في مدينة العلمين، يتطلب البناء عليه لاستكمال الحوار الوطني، مع التمسك بمنظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد.

ووصف المحلل السياسي فهمي الشربيني، الموقعين على البيان بأبواق للاحتلال الإسرائيلي، ويحاولون تشويه صورة الشعب الفلسطيني، خاصة مع توجه الرئيس محمود عباس لإلقاء خطاب في الأمم المتحدة، ومن قبله في اجتماع مجموعة 77 والصين في كوبا، فكان الأجدر بهم أن ينحازوا إلى الرواية الفلسطينية ودعم الرئيس في حراكه المقبل لاستحقاق حصول فلسطين على دولة كاملة العضوية ونضال الشعب الفلسطيني وكفاحه في مواجهة التحديات التي يواجهها في ظل هذه الأزمة.

كما أفادت سفارة دولة فلسطين لدى مصر، بأن أكاديميين ومثقفين وكتابا فلسطينيين بمصر، أدانوا ما جاء في بيان بعض الكتاب المقيمين في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، ويتطابق في مضمونه واتجاهاته مع موقف الاحتلال وأدواته الإعلامية التي دأبت على محاولة تزييف ما جاء في خطاب الرئيس محمود عباس أمام المجلس الثوري لحركة فتح، وأمعنت في التحريض على شخص سيادته وعموم القيادة الفلسطينية زورًا وبهتانًا بعد اجتزاء ما جاء في الخطاب وتأويله بما يخدم توجهات الاحتلال وأتباعه.

وأدانوا في بيانهم الصادر اليوم الخميس، محاولة الاستقواء بالغرب لمجابهة الخطاب الوطني والمضمون الفكري الرامي إلى تفكيك الرواية المزيفة وترسيخ السردية الوطنية، واستهجن البيان، توقيت ذلك التحريض قبيل توجه الرئيس إلى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، لرفع صوت الشعب الفلسطيني ومطالبة العالم أجمع بإنصاف حقوقه المشروعة ومناصرة قضيته العادلة، وملاحقة مجرمي الحرب في كل المنابر ذات الصلة.

وأوضح البيان، أن الدور الحقيقي للمثقف الوطني يحتّم حسم المواقف في الأوقات المفصلية التي تمر بها الأمم والشعوب، وفي ظل ما يواجهه الشعب الفلسطيني وقيادته من تحديات، فإن على كل قلم حر وفكر مستنير ومثقف حقيقي الانحياز المطلق إلى عدالة القضية الفلسطينية والتوحّد خلف قيادة مشروعها الوطني، وعدم الانزلاق إلى منزلقات تلحق الضرر بالتوجه الوطني وتشكل خطورة على المصلحة الوطنية العليا.

وأكد الأكاديميون والكتاب الموقعون على البيان الاصطفاف خلف المشروع الوطني الفلسطيني المتمثل في منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في الوطن والشتات وقيادتها الشرعية، ودعم التحركات السياسية والفكرية والقانونية التي تقودها حتى تحقيق الاستقلال الوطني، وإنجاز حق تقرير المصير وإعلان الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة وعاصمتها القدس.

ــ