وانزلق السودان إلى هاوية الاقتتال في 15 أبريل، بينما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية كان من المفترض أن تفضي إلى تشكيل حكومة مدنية.
وتوصل الجيش السوداني والدعم السريع لعدة اتفاقات لوقف إطلاق النار بوساطة من السعودية والولايات المتحدة، لكن المفاوضات التي جرت في جدة تم تعليقها الشهر الماضي بعد أن تبادل طرفا الصراع الاتهامات بانتهاك الهدنة.
قتلى وجرحى
وأكدت مصادر طبية وعسكرية، أن المسيرات التي استهدفت مستشفى السلاح الطبي في أم درمان، قتلت 4 مدنيين، فضلا عن الجرحى.
وفي وقت سابق، تجددت الاشتباكات العنيفة وسط أم درمان والخرطوم بين الجيش السوداني والدعم السريع، وتسبب ذلك بانقطاع الاتصالات لساعات. وحذرت المنظمات الإنسانية من تفاقم الأزمة.
وقالت بعض المنظمات إن ثمة مقاتلين بين المحتجزين في عدة أماكن في أنحاء الخرطوم، لكن من بينهم أيضا 3500 مدني منهم نساء ورعايا أجانب.
الأوضاع الصعبة
ويعيش الملايين من المدنيين العالقين في العاصمة السودانية الخرطوم، والفارون منها، أوضاعا إنسانية صعبة، مع استمرار القتال، ونحو 3 ملايين نازح داخل وخارج البلاد، إضافة إلى خسائر ضخمة في الممتلكات الخاصة والعامة، والبنية التحتية.
وفي حين يجد العالقون في الخرطوم ومناطق الحرب الأخرى في دارفور صعوبات بالغة في التأقلم مع الأوضاع الأمنية والمعيشية والصحية، يعاني الفارون إلى معسكرات النازحين والمدن الأخرى الأقل خطورة، من أوضاع معيشية سيئة أيضا في ظل ارتفاع أسعار السلع الغذائية والخدمات، وتأخر صرف أجور العاملين، وتوقف معظم الأنشطة التجارية والإنتاجية لأكثر من ثلاثة شهور في بلد يعتمد فيه أكثر من %60 من سكان البلاد البالغ تعدادهم نحو 41 مليون نسمة على الأعمال اليومية في تدبر شؤون حياتهم.
ويزداد الأمر سوءا في أطراف العاصمة الجنوبية والشمالية والغربية حيث تستمر الضربات الجوية بشكل متواصل مما أدى إلى سقوط أكثر من 50 مدنيا خلال الأسبوع الماضي فقط في ظل نقص حاد في المستشفيات وخدمات الإسعاف.
تدهور الوضع الصحي في الحرب:
– خرج من الخدمة أكثر من %66 من مستشفيات مناطق الاشتباكات.
– يوجد نقص شديد في المعدات الطبية والأدوية.
– هناك مشكلات في توزيع ما وصل من أدوية ومساعدات طبية لمطاري بورتسودان في شرق البلاد ووادي سيدنا في أم درمان.
– توقف 59 من أصل 89 مستشفى أساسيا عن الخدمة في العاصمة.
– تعمل أغلب المستشفيات المتبقية بشكل جزئي حيث يقدم بعضها خدمة الإسعافات الأولية فقط.
– المستشفيات التي تعمل بشكل كامل مهددة بالإغلاق نتيجة لنقص الكوادر الطبية والإمدادات الطبية والماء والكهرباء.