شبَّه عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الاسلامي د. وليد القططي، عملية اغتيال الناشط السياسي نزار بنات بـ”صراع الضحايا” الذي أوجده اتفاق أوسلو.
وقال الدكتور القططي خلال حلقة نقاش سياسية نظمها مركز أطلس للدراسات بعنوان (المشهد الفلسطينية بعد جريمة اغتيال نزار بنات): “ما جرى من اغتيال للشهيد نزار بنات، يشبه تماماً (صراع الضحايا) في الكولوسيوم؛ مثلما كان يفعل الرومان بالأسرى والعبيد؛ إذ كانوا يجلبونهم ويزجونهم داخل حلبات المصارعة، والتي دائماً تنتهي بمقتل أحد الطرفين من أبناء الجلدة الواحدة، وتماماً مثلما كان الأوربيون يفعلون بالأفارقة؛ إذ يجعلونهم يقتلون بعضهم بعضاً”.
وأشار د. القططي إلى أن الفرق بين تلك الصراعات، والحالة الفلسطينية، أنها أشد غرابة وأكثر عجبًا كونها تُمارس تحت غطاء الفلسفة الوطنية المندثرة، قائلاً: “ما حصل خلال الاعتداء على المتظاهرين المطالبين بلجنة تحقيق في قضية استشهاد نزار تندرج تحت ذات الوصف”.
وقال “الأخطر في الأمر ان اعتداء السلطة بلباس مدني على المتظاهرين ومهاجمة المطالبين بلجنة تحقيق بقضية استشهاد نزار بنات كان تحت غطاء المشروع الوطني الفلسطيني (..) وكأن المشروع الوطني الحقيقي هو الدفاع عن أفعال السلطة تحت الاحتلال، واتفاق أوسلو التي قسمت الشعب لضحية وجلاد، مع الإشارة إلى أن الطرفين هم ضحايا لهذه الحالة التي أوجدتها اتفاقية (أوسلوا) والسلطة التي أصبحت الحاكمة”.
وذكر د. القططي أنه من المفترض أن تكون السلطة جسرًا يسير بنا للدولة الفلسطينية؛ بعد أن تركت الثورة، مستدركًا “انقطع الجسر، لم نستطع أن نعود للثورة، ولم نستطع أن نبني الدولة، فسقطت السلطة الفلسطينية في بركة فاسدة من الامتيازات، والمصالح، ولم يعد هناك أي مشروع وطني غير الدفاع عن هذه المصالح والامتيازات، تحت غطاء المشروع الوطني الفلسطيني”.
ولفت إلى أن نزار بنات دفع حياته ثمناً لمعارضته السلطة بالكلمة دون ان يمتلك أي مدفع أو بندقية، ومعارضته كانت للفشل الذي أصاب المشروع الوطني بسبب السلطة، مضيفًا “هذه الكلمة إذا كانت سياقًا من جمر في حياته، فهي قضبانا من نار ستحرق وستقسم ظهور الفاسدين، وستتدحرج حتى تدفن الفاسدين، كما دفن جسد نزار بنات، وستبقى الكلمة روحًا تسيري تحيي الشعب الفلسطيني”.
وأبدى عضو المكتب السياسي للجهاد الاسلامي اعتقاده بأن قتل نزار بنات أدى لتآكل شديد في السلطة الفلسطينية، مستدركًا “هذا عمل تراكمي، السلطة ستبقى ولن تسقط بسرعة لأنها مطلب إسرائيلي وأمريكي واقليمي، وتؤدي دوراً وظيفياً، كون البديل عنها صعب على جميع الأطراف”.
وذكر د. القططي أن البديل هو وجود سلطة وطنية فلسطينية حقيقية تكون جزءًا من المشروع الوطني، متسائلًا عن مدى تمكن الفريق الحالي للسلطة من مساندة المشروع الوطني؟!
وأوضح القططي أن دعوة الأمين العام للجهاد الاسلامي زياد النخالة، بإعادة صياغة المشروع الوطني الذي فقد هويته وأصبح خادما للاحتلال، جاءت من باب الرؤية والواقع الحقيقي الذي وصلت له السلطة.
وأضاف “السلطة وصلت إلى واقع فقدت خلاله شرعيتها، ومشروع التحرير الذي أنشأت من أجله (م. ت. ف)، وصولًا إلى أنها أصبحت بقرةً مقدسة”، مشيرًا إلى أن السلطة ركزت على الإطار والمسمى وتركت المضمون الحقيقي للمنظمة التي لم تعد بيتًا للكل الفلسطيني، وغير قادرة على قيادة المشروع الوطني الفلسطيني.