٢٠ عاما من الجهد والأموال الضخمة والعلاقات الدولية الأمريكية وتريليونات الدولارات تبخرت في ساعة من نهار والخاسر الكبير من عودة طالبان هو تلك الفكرة التي أُنفق عليها خلال 20 عاما من الوجود العسكري في أفغانستان مليارات الدولارات، وهي فكرة أن من الممكن فرض الديمقراطية بمفهومها الغربي بالقوة، وقد تم دفنها مرة أخرى أول أمس عند استيلاء طالبان على كابول. إذن فكل الدول لا تدري ما هي صانعة، والجميع متفاجئ، وأشد المتشائمين لم يكن يتوقع نهاية للعصر الأمريكي بهذا الشكل السريع المتسارع المخزي، ولم تنس الصحف الأمريكية تشبيه الواقع الأفغاني بفيتنام، وبدأ بعض الكتاب والمفكرين الأمريكيين يتحدثون الآن عن تداعيات لحظة كابول على الداخل الأمريكي وعلى مكانة أمريكا الجيو إستراتيجية، تماما كلحظة سايغون في منتصف السبعينيات، وعقدة فيتنام، فبانتظار تداعيات عقدة كابول.