ينعقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، خلال الأسبوع المقبل، وذلك على ضوء التقارير حول وصول محادثات ترسيم الحدود البحرية مع لبنان إلى “مراحلها الأخيرة”، والأنباء حول عرض أميركي محتمل، من المتوقع تقديمه إلى الجانبين، خلال الأيام المقبلة.
جاء ذلك بحسب ما أفادت هيئة البث الإسرائيلي (“كان 11”)، مساء اليوم، الأربعاء. وذلك بالتزامن مع التقديرات الإسرائيلية التي تم استعراضها خلال مداولات في هذا الشأن عقدها رئيس الحكومة الإسرائيلية، يائير لبيد، يوم الأحد الماضي، بأنه سيتم التوصل إلى اتفاق حول ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان خلال “الأسبوع أو الأسبوعين القريبين”.
وكانت المستشارة القضائية للحكومة الإسرائيلية، غالي بهاراف – ميارا، قد عبّرت عن موافقتها على أن توقع الحكومة الانتقالية برئاسة لبيد، اتفاقا بشأن ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، بموافقة من الكابينيت فحسب، بدون الحاجة إلى عرض الاتفاق المتوقع على الكنيست للتصويت عليه، أو إجراء استفتاء للمواطنين بشأنه.
وأفاد مسؤول رفيع في الحكومة الإسرائيلية تحدث إلى صحيفة “هآرتس” يوم الأربعاء الماضي (لم تسمه)، بأن المستشارة القضائية للحكومة أشارت إلى أنه لن تخضِع الاتفاق لـ”قانون أساس: الاستفتاء”؛ وبالتالي لن يُعرض الاتفاق على الكنيست للمصادقة عليه إلا بعد أن يوقَّع.
وكان مكتب لبيد قد أصدر بيانا قبيل سفر الأخير إلى نيويورك للمشاركة في افتتاح أعمال الجمعية العامة، نهاية الأسبوع الماضي، جاء فيه أن “إسرائيل مقتنعة بأنه بالإمكان وينبغي التوصل إلى اتفاق حول الخط البحري بين لبنان وإسرائيل بشكل يخدم مصالح مواطني الدولتين. وسيسهم الاتفاق كثيرا وسيكون مفيدا للاستقرار الإقليمي”.
وجاء في البيان أيضا أن “إسرائيل تشكر الوسيط الأميركي (آموس هوشستين) جراء عمله الحثيث في محاولة للتوصل إلى اتفاق. واستخراج الغاز من منصة كاريش ليست مرتبطة بالمفاوضات، وستبدأ المنصة باستخراج الغاز دون تأخير عندما يكون ذلك ممكنا”.
وكان أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، قد حذّر بأنه “لا يمكن السماح باستخراج النفط والغاز من حقل كاريش قبل حصول لبنان على مطالبه المحقة”، وأنه “بالنسبة لنا الخط الأحمر هو بدء استخراج النفط والغاز من حقل كاريش، عيننا وصواريخنا على حقل كاريش ونحن نراقب مسار المفاوضات لترسيم الحدود البحرية”.
لبنان يتوقع “عرضا خطيا” من الوسيط الأميركي “خلال أيام”
ويوم الإثنين الماضي، أعلنت الرئاسة اللبنانية، أن بيروت تتوقع تلقي “عرض خطي” من الوسيط الأميركي، هوشستين، لترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، في نهاية الأسبوع الجاري.
وأضافت الرئاسة أن نائب رئيس مجلس النواب اللبناني، إلياس بو صعب، أطلع الرئيس اللبناني، ميشال عون، على محتوى لقائه الأسبوع الماضي مع الوسيط الأميركي في نيويورك.
وقال مسؤول في السفارة الأميركية في بيروت، تحدث لوكالة “رويترز”، أول من أمس، الإثنين، إن هوشستين يواصل “مشاركته النشطة في إتمام المناقشات حول الحدود البحرية”. وأضاف “نواصل تقليص الفجوات بين الأطراف ونعتقد بأنه من الممكن التوصل إلى تسوية”.
وأعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، يوم الخميس الماضي، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن بلاده أحرزت تقدما ملموسا، بشأن مسألة ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل.
وكان الرئيس اللبناني، عون، قد أعلن في 19 من الشهر الجاري، في بيان، أن المفاوضات لترسيم الحدود البحرية الجنوبية مع إسرائيل “باتت في مراحلها الأخيرة بما يضمن حقوق بيروت بالتنقيب عن الغاز والنفط”.