أتاحت نماذج الذكاء الاصطناعي على مدار العام الماضي مثل “تشات جي بي تي” و”دول إي” إنتاج كميات هائلة من المحتوى الإبداعي عالي الجودة الذي يشبه إبداع الإنسان.
وعلى الرغم من القدرة العالية التي تفوقت كثيرًا على البشر في مهام التعرف على أنماط البيانات الضخمة على وجه الخصوص فإن أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية ليست ذكية بنفس الطريقة التي تميزنا كبشر، فأنظمة الذكاء الاصطناعي ليست منظمة مثل أدمغتنا ولا تتعلم بنفس الطريقة.
ويستكشف بحث جديد نشرته مجلة “ساينس أدفانسز” الأنظمة غير البيولوجية التي تشبه عمل أدمغة البشر، ووجد أن الشبكات ذاتية التنظيم من الأسلاك الفضية الصغيرة تتعلم وتتذكر بنفس الطريقة التي تتعلم بها أجهزة التفكير في رؤوسنا.
الدراسة جزء من مجال بحثي يسمى علم الأعصاب، والذي يهدف إلى تكرار بنية ووظيفة الخلايا العصبية والمشابك البيولوجية في الأنظمة غير البيولوجية.
ويركز البحث على نظام يستخدم شبكة من “الأسلاك النانوية” لتقليد الخلايا العصبية والمشابك العصبية في الدماغ.
هذه الأسلاك النانوية عبارة عن أسلاك صغيرة يبلغ عرضها نحو واحد في الألف من عرض شعرة الإنسان. وهي مصنوعة من معدن عالي التوصيل، مثل الفضة، وعادة ما يتم تغليفها بمادة عازلة مثل البلاستيك.
وعندما نقوم بتحفيز الأسلاك النانوية بإشارات كهربائية، تنتقل الأيونات عبر الطبقة العازلة إلى سلك نانوي مجاور (يشبه إلى حد كبير الناقلات العصبية عبر المشابك)، ونتيجة لذلك، نلاحظ إشارات كهربائية تشبه المشبك في شبكات الأسلاك النانوية.
ويستخدم البحث الجديد نظام الأسلاك النانوية هذا لاستكشاف مسألة الذكاء الشبيه بالبشر.
وتوضح الدراسة أنه يمكننا بشكل انتقائي تقوية (وإضعاف) المسارات المشبكية في شبكات الأسلاك النانوية، هذا مشابه لـ”التعلم تحت الإشراف” في الدماغ.
وفي هذه العملية، تتم مقارنة ناتج المشابك بالنتيجة المرغوبة، ثم يتم تقوية نقاط الاشتباك العصبي (إذا كان ناتجها قريبًا من النتيجة المرجوة) أو يتم تقليمها (إذا لم يكن ناتجها قريبًا من النتيجة المرجوة).