كشف المؤرّخ الإسرائيليّ، آدم راز، الذي يختّص بنهب أملاك العرب خلال نكبة العام 1948، والكشف عن جرائم الحرب التي ارتكبتها وترتكبها دولة الاحتلال، كشف اليوم الجمعة عن جريمةٍ جديدةٍ، قام كيان الاحتلال عن سبق الإصرار والترصّد بإخفائها، وفي تقريرٍ بصحيفة (هآرتس) العبريّة، أكّد راز، اعتمادًا على وثائق رسميّةٍ ارتكاب جيش الاحتلال جريمةً بشعةً بحقّ ثمانين جنديًا مصريًا قُتِلوا في المعارك التي دارت في عدوان حزيران (يونيو) من العام 1967.
وأوضح المؤرّخ أنّه خلال حرب العام 1967، علقت قوّةً مختارةً من الكوماندوز المصريّ بالقرب من مستوطنة (نحشون)، المتاخمة لخطّ الهدنة عام 1949، وتعرّض لخسائر كبيرةٍ في الأرواح والمعدّات، وبعد أنْ انتهت العملية العسكريّة، أضاف المؤرّخ، قام المسؤولون بالمستوطنة، بدعمٍ من جيش الاحتلال، باستخدام جرّافةٍ لدفن الشهداء المصريين في مقبرةٍ جماعيّةٍ، وفق ما قاله.
ولم يتوقّف الأمر عند هذا الحد، أضاف المؤرّخ الإسرائيليّ، فقد قامت إسرائيل بالتستّر على القضيّة، خلال عشرات الأعوام التي مرّت منذ أنْ وضعت حرب العام 1967 أوزارها، وذلك بأمرٍ جارفٍ من الرقابة العسكريّة الإسرائيليّة، وبالإضافة إلى ذلك، رفض أعضاء المُستوطنة الاشتراكية (نحشون) الحديث للصحيفة العبريّة عمّا جرى، كما أكّد المؤرخ.
وتابع قائلاً إنّه في تلك الفترة قام أعضاء (نحشون) بزرع أشجار اللوز على أرض المقبرة الجماعيّة، علمًا أنّ الحقول كانت تُعتبر مناطق متنازع عليها وواصلت إسرائيل التنكيل بالجثث عندما قررت تغيير كرم اللوز، وإقامة مناطق سياحيّة باسم (ميني يسرائيل)، لافتًا إلى أنّه في المكان، أيْ المقبرة الجماعيّة، توجد على ما يبدو من العام 2000 فعاليّة لجذب السُيّاح، كما أكّد.
وقال المؤرّخ أيضًا إنّه في سنوات التسعين من القرن الماضي، حاول أحد الإسرائيليين، وهو من سُكّان المستوطنة نشر القصّة وتوجّه إثر ذلك، إلى الصحافة العبريّة، ولكن الرقابة العسكريّة أصدرت أمرًا جارفًا يمنع نشر أيّ معلومةٍ عن القبر الجامعيّ للجنود المصريين.
وعن المعركة التي استُشهد فيها الجنود المصريين، قال المؤرّخ إنّه في اليوم الثاني من الحرب، أيْ في السادس من شهر حزيران (يونيو) من العام 1967، وصلت قوّة مصريّة إلى المكان، واستُشهِد جرّاء حريقًا نشب حوالي 25 مقاتلاً منهم، بعدما تمّ تطويقهم من الجيش الإسرائيليّ، الذي استخدم مقذوفات فسفوريّة، وخلال تبادل إطلاق النار في اليومين التاليين استُشهد عشرات الجنود المصريين ليصل عدد الشهداء إلى 80 شهيدًا مصريًا على أرض فلسطين.
يُشار إلى أنّ المؤرّخ الإسرائيليّ، آدم راز، كان قد أصدر في العام 2020 كتاب “نهب أملاك العرب خلال حرب الاستقلال”، الصادر عن دار النشر “كرمل” بالتعاون مع معهد “عكيفوت”، والذي يُعنى بجمع وثائق الأرشيفات الإسرائيليّة المتعلقة بالصراع الإسرائيليّ-الفلسطينيّ، وشمل الكتاب كافة المعلومات المحفوظة في الأرشيفات حول نهب اليهود لأملاك العرب إبان النكبة، من طبرية شمالاً وحتى بئر السبع جنوبًا، ومن يافا حتى القدس، بما في ذلك، أعمال نهب المساجد والكنائس والقرى العربيّة-الفلسطينيّة المنتشرة بين المُستوطنات اليهوديّة.