الكشف عن مواقف واشنطن من حكومة نتنياهو..

كشف السفير الأمريكي لدى الاحتلال، توم نيدس، أن الملف الأمني في الحكومة الإسرائيلية المزمع تشكيلها مهم للغاية، تزامنا مع التخوف الأمريكي المتزايد من تركيبتها، لاسيما في تعيين عدد من المتطرفين الفاشيين في مواقع وزارية مرموقة مثل الحرب والأمن الداخلي.

وأشار نيدس إلى أنه أبلغ رئيس الوزراء المكلف بنيامين نتنياهو، مخاوفه بوضوح، رافضا الإجابة عما إذا كان سيقاطع الوزير المكلف بالأمن الداخلي إيتمار بن غفير، لكنه أعلن أن ادارة بايدن تهدف للحفاظ على حل الدولتين.

وقال السفير الأمريكي في مقابلة حصرية مع القناة 12،: “أبلغت نتنياهو أننا نريد شخصًا يمكننا العمل معه، تزامنا مع التسريبات عن إمكانية تعيين عضو الكنيست بيتسلئيل سموتريتش في منصب وزير الحرب، سنعمل مع أي شخص يعينه رئيس الوزراء في هذا المنصب”.

وقبل أسبوعين، كشفت ذات القناة التلفزيونية أن نيدس التقى نتنياهو، و”حثه على وجه التحديد على التصرف بحذر في تعيين وزير الحرب، ولاحقا تم إسقاط خيار تعيين سموتريش في هذا المنصب”.

وتابع المسؤول الأمريكي بالقول: “لن أخوض في أسئلة من قبيل من سألتقي ومن سأقاطع من الوزراء المكلفين في الحكومة الإسرائيلية القادمة، لأني أولاً وقبل كل شيء لا أعرف المواعيد التي ستتم مناقشتها، ولا أنوي التعامل مع أشخاص محددين، وإذا كانت الإجابة بنعم أو لا، أريد فقط القول إنني سأعمل مع هذه الحكومة، ولدي علاقات ممتازة معها”.

وسئل نيدس الذي يعرّف نفسه بأنه يهودي إصلاحي عن رأيه فيما يتعلق “بالمقترحات التشريعية التي قد تُطرح على طاولة الكنيست”، لكنه رفض الإجابة عن الخطوط الحمراء لإدارة بايدن عندما يتعلق الأمر بمستقبل الضفة الغربية المحتلة، ولم يجب ما هي الحدود فيما يتعلق بشرعنة البؤر الاستيطانية.

وقال إنهم في واشنطن “مهتمون بالحفاظ على حل الدولتين.. لكن من المهم أن نبقى مع رؤية عملية فيما يتعلق بحل الدولتين، وأن نعتني بالشعب الفلسطيني، لأن إعطاءه فرص الازدهار سيسهم في أمن إسرائيل”.

وحول اقتراح صحيفة “واشنطن بوست” على إدارة بايدن عدم تزويد إسرائيل بأسلحة هجومية على خلفية الحكومة المعينة، وما إذا كان مثل هذا الخيار مطروحًا على الطاولة، قال نيدس إن “الرئيس بايدن أكد مرارًا أننا لن نفرض شروطًا على مساعدتنا لإسرائيل تحت أي ظرف من الظروف، وكذلك قالها وزير الخارجية، ولا يوجد احتمال أن يكون هذا موقف الإدارة”.

وفيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، أكد نيدس أن “جميع الخيارات مطروحة على الطاولة، بما في ذلك إمكانية استخدام القوة”، موضحا أن “فرصة المفاوضات مع إيران التي قد تؤدي للعودة للاتفاقية الحالية أمر غير مرجح للغاية، فرغم أن الرئيس مهتم دائمًا بحل دبلوماسي، لكن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة، ونحن نعني ذلك حقًا”.

وتشير تصريحات السفير الأمريكي إلى أن التحذيرات الأمريكية من تشكيلة الحكومة الإسرائيلية المقبلة، ما زالت قائمة، عبر الدعوة لعدم تكليف شخصيات يمينية متطرفة بمواقع وزارية حساسة، خاصة الأمنية والعسكرية، لأن ذلك سيضر بالقيم المشتركة بينهما، وخشية من تشكيل تحالف عسكري محافظ معقد في دولة الاحتلال، يعتمد على العناصر المتطرفة التي تتعهد علانية بالعمل على تغيير إجراءات النظام السياسي بسنّ مشاريع قوانين عنصرية.

وتؤكد تحذيرات السفير الأمريكي التخوفات الإسرائيلية من أن انضمام شخصيات يمينية متطرفة تتبنى الخطاب الديني اليهودي الفجّ للحكومة القادمة، قد يجبر الولايات المتحدة، على التخلي تدريجيا عن حفظ الأمن القومي لإسرائيل، رغم كلام السفير وتطميناته، لأن الحكومة القادمة قد تظهر  في شكل المتحدي للولايات المتحدة.

عربي21