05:44 م
الأحد 10 أبريل 2022
كتب- مينا غالي:
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الأحد، بأحد المولود أعمى، المعروف باسم “أحد التناصير”، وهو الأحد السادس وقبل الأخير من آحاد الصوم الكبير، ويجسد مناسبة شفاء السيد المسيح للشخص المولود أعمى.
وأقامت الكنائس القبطية بمختلف المحافظات قداسات بمناسبة أحد التناصير.
ويعد أحد التناصير هو الأحد السادس من الصوم الكبير، وسمِّي بهذا الاسم؛ لأن الكنيسة الأولى اعتادت أن تمنح جماعة الموعوظين سر المعمودية قبل عيد القيامة، ولذا تعارف عليه شعبيًّا باسم أحد التناصير؛ حيث يحرص المسيحيون على تعميد أطفالهم في هذا اليوم.
وفي هذا اليوم تحيي الكنيسة تذكار شفاء السيد المسيح للمولود أعمى الذي لم يبصر يوماً في حياته، وتتم قراءة إنجيل قداس الأحد السادس “أحد التناصير”؛ وهو إنجيل النور، إنجيل المولود أعمى الذي خلق له المسيح البصر من جديد، حيث لم يكن له عينان ولم يبصر يومًا في حياته.
والكنيسة الأولى ربطت بين المعمودية وأحد المولود أعمى، وكانت الكنيسة الأولى تربط بين إنجيل المولود أعمي وبين طقس المعمودية، باعتبارها نورًا بحياة المسيحي ينير له الطريق وينقله من ظلمة الجهل إلى نور المعرفة. حتى إنه يوجد في سراديب روما التي من القرن الثاني نقوش بالفريسكو لإنجيل المولود أعمي تحت عنوان المعمودية كشرح لعملها السري الذي ينير النفس.
وتدعو الكنيسة شعبها من خلال إنجيل المولود بنقاوة القلب، التي من خلالها يعاين الإنسان الله. ويُقرأ في هذا اليوم من إنجيل يوحنا البشير، الإصحاح التاسع بأكمله الذي يروي معجزة شفاء السيد المسيح للمولود أعمى والسبب في اختيار هذا الفصل أنه يصف حالة المعتمد قبل نوال سر المعمودية وبعده. فمن يتقدم للمعمودية يعتبر مولودًا أعمى بالخطية الأصلية وبنعمة المعمودية يغتسل في جرن المعمودية (الذي يشير إلى بركة سلوام) فيخرج منها وقد تطهر من خطاياه وانفتحت عيون قلبه ونال بصيرة روحية يعاين بها بهاء الله، وَفق المعتقد الكنسي.
أما عن رمز المياه في سر المعمودية، فيتم استخدام المياه في هذا السر، إذ إنه حسب الإنجيل “إن كان أحد لا يولد من الماء والروح”، كما أن الماء يرمز إلى الموت والحياة في عبور البحر الأحمر لبني إسرائيل في العهد القديم، موت للشر والشيطان ممثلاً في فرعون، وحياة لأولاد الله الخارجين من الماء.