من شانغهاي الى بحر الخليج الفارسي ، ومن اقصى القوقاز الشمالي الى بحر العرب ، تكرست الجمهورية الاسلامية في الاونة الاخيرة بمثابة العقدة الجغرافية الرابطة و عماد التنمية المستقبلية الواعدة لمحور الشرق الصاعد، وكوريدور التواصل بين الشمال والجنوب والشرق والغرب ما يعني سقوط نظرية الحصار الغربي لايران من السواحل الخليجية مروراً بسفوح جبال زاگروس وصولاً الى مياه بحر الخزر ..!
لم يعجب هذا المشهد تحالف الغرب المنكسر فدفع ببعض تابعيه في الايام القليلة الماضية وتحديداً في كل من باكو وانقرة و على خلفية حرب قره باغ ، لفتح ثغرة في هذا المشهد الاقليمي خدمة للكيان الصهيوني واسياده ، فما الذي حدث وما هي اسبابه!؟
قالت مصادر وثيقة الصلة بمطبخ صناعة القرار الايراني بانها اكتشفت خطة مشتركة بين حكومة الهام علييف في باكو وحكومة انقرة وبتشجيع اسرائيلي ، كانت تقضي بالقيام بعملية خاطفة و مفاجئة هدفها مهاجمة اقليم سيونيك الارميني الجنوبي ، وضمه لاذربايجان وهو الاقليم الذي يمر عبره الطريق السريع المعروف بالطريق ٤١ الرابط بين ايران وجمهورية ارمينيا ، ما يعني إغلاق المعبر الوحيدالحدودي الإيراني الأوروبي الرسمي.
بعد رصد هذه المعلومات والتحركات العسكرية للطرفين والتسلل الاستخباري للأجهزة المعنية قامت طهران بإرسال رسائل تحذيرية صارمة ومباشرة لرأس النظامين في باكو وانقرة الامر الذي احبط المخطط الصهيوني ودفنه على هذا الطريق السريع الى الابد .
المصادر المقربة من الحرس الثوري الايراني تحدثت في هذا السياق عن استنفار شامل في قاعدتي طهران وهمدان الجويتين
وحشود ضخمة من الدبابات والمدرعات والمدفعية على الحدود الايرانية الاذربايجانية ، واستنفار عام في صفوف الجيش والحرس الثوري في شمال غرب البلاد ، رافق العمل السياسي لحكومة طهران ما مثل بمثابة العصا الغليظة التي رفعتها ايران لاحباط المخطط المذكور وكذلك لتأديب آذربايجان وارسال رسالة حازمة للاسرائيليين ايضاً بعدم اللعب بالنار انطلاقاً من باكو والا فانها ستجد رداً ساحقاً كما حصل لها في اربيل…!
في هذه الاثناء وجه امير عبد اللهيان يوم امس توبيخاً شديداً لحكومة اذربايجان
محذرا اياها من استمرار السماح للاسرائيليين للتموضع فوق اراضيها وتعريض الامن القومي الايراني للخطر.
جاء ذلك خلال تسلمه اوراق اعتماد السفير الاذربايجاني الجديد في طهران .
وطالب حكومة باكو بالتوقف عن تعريض امن السائقين الايرانيين على الخط الدولي الرابط بين ايران وارمينيا.
محذرا من اجراءات قاسية وصارمة ستتخذها طهران ضدها في حال استمر الوضع على ما هو عليه.
مصادر مطلعة على المخطط الاوسع الذي يعتقد ان واشنطن هي من تقف وراءه الا وهو ، منع ايران وروسيا والصين من اكمال مشروعهم العملاق المعروف عند الروس والايرانيين بالكوريدور الاقتصادي شمال – جنوب والذي يربط اسيا الوسطى والقوقاز ببحر العرب جنوباً عند نقطة ميناء چابهار الذي تعمل الهند على اكماله وتحديثه .
والاخر المعروف عند الصينيين بحزام واحد – طريق واحد والذي تعتبر ايران عماده من خلال الطريق السريع الذي يمر من شمال شرق ايران الى جنوبها عبر اوتوستراد عظيم باتجاهين يتشكل من ١٢ خطاً ٦ ذهاباً و٦ رجوعاً، والذي هو جزء من الاستثمارت الصيني التي وردت في اطار اتفاق ال٢٥ سنة الاستراتيجي الشهير بين طهران وبكين.
ان تتمكن طهران من استكمال هذه المشاريع يعني تحولها الى قطب اقتصادي غير قابل للحصار او الكسر يدر عليها مئات المليارات من الدولارات، كما تؤكد مصادر في مجلس الامن القومي الايراني.
ما جرى ويجري من صراع في افغانستان حول المعادن الثمينة فيها والمياه والطاقة يجري ضمن هذا الصراع بين قوى الشرق للتنمية، وقوى الغرب الاستعماري للتخريب والحروب المتنقلة.
ودائما هنا ايضا كما مع اذربايجان تعتبر طهران بيضة القبان ، او كما يسميها اهلها بمنعطف تلاقي التاريخ والجغرافيا بالسياسة.
من هنا كانت طهران ولازالت تؤكد للغربيين وعملائها المحليين في الاقليم بانه من غير المسموح تغيير الحدود في المنطقة كلها ، او ما تسميه بضرورة ثبات واستقرار جيوبوليتيك الاقليم.
هذا الحزم الايراني بالسياسة وبالعسكر – بعد تعلل علييف عن الانخراط بالمشروع الشرقي كما تقول المصادر المطلعة- سيخرج باكو عملياً من هذا المشروع الاقتصادي العملاق، لكن الاهم انه رصاصة الرحمة التي ستخرج “اسرائيل” من اربيل حتى باكو ، وتالياً من المشهد الاقليمي الاسيوي القوقازي شمال ايران نهائياً.
ما رأيك؟
رائع0
لم يعجبني0
اعجبني0
غير راضي0
غير جيد0
لم افهم0
لا اهتم0