وقالت المصادر إنه تم تسجيل ثلاث حالات وفاة بالكوليرا في مستشفى عبس العام بحجة، وهناك ما بين 30 إلى 40 حالة تسجل يومياً جميعها مصابة بالكوليرا بعد الفحص المخبري.
وأفادت المصادر أن غالبية المصابين ينتمون إلى مديرية عبس التي تضم مخيمات للنازحين الذين يفتقرون لأبسط مقومات الحياة، خصوصاً في ظل نهب المليشيا المعونات والدعم الإغاثي ومحاربة المنظمات وحملات التلقيح الطبية ومنعهم من الوصول إلى تلك المناطق، مبينة أن هناك مديريات أخرى مثل كعيدنة منتشر فيها المرض لكن منظمة «أطباء بلا حدود» تقوم بدور محوري في تقديم الرعاية الطبية بعكس منطقة عبس.
وذكرت المصادر أن مستشفيات الحديدة استقبلت خلال أيام العيد وحدها العشرات من المرضى بالكوليرا غالبيتهم أطفال، مبينة أن جميع المرضى مصابون بالإسهال والحمى ويخضعون للعلاج، وجميعهم يجرى تحويلهم إلى مستشفيات خاصة في ظل رفض وزارة الصحة في حكومة الانقلاب تقديم أي دعم للمسشفيات الحكومية لمكافحة المرض، وكل ما يحصلون عليه من بعض المنظمات، رغم بعض العراقيل التي يضعها الحوثيون أمام هذه المنظمات لإيصال المساعدات.
وقال سكان محليون في مديرية عبس بمحافظة حجة: تعبنا من مناشدة الحوثيين لتوفير مراكز طبية وأطباء بشكل عاجل لاستقبال الحالات في المخيمات ومناطق المديرية لكن لم نجد أي استجابة، مضيفين: الكل يتجاهل مطالبنا، وأطفالنا ونساؤنا يواجهون الموت بل إن الحوثيين لم يكتفوا بعدم توفير الخدمات الطبية إذ يمنعون الفرق الطبية التابعة للمنظمات من الوصول إلى مناطقنا ويحاربونها تحت مبررات أنها تعمل لصالح أطراف دولية، وهو ما يحرمنا من العلاج رغم أن الوباء ينتشر بشكل سريع ومخيف.
وذكر أطباء أن منظمة «أطباء بلا حدود» التي تعمل بكل قدراتها في بعض مناطق حجة قد تعلن عدم قدرتها على استيعاب المزيد من المرضى، خصوصاً أن هناك أمراضاً أخرى إلى جانب الكوليرا منتشرة في المحافظة منها الإسهالات المائية وسوء التغذية وغيرها.
في غضون ذلك، حذرت الأمم المتحدة من مخاطر تفشي وباء الكوليرا المتسارع في مناطق الحوثي، وتزايد مستويات سوء التغذية الحاد في البلاد، في ظل نقص التمويل، واستمرار القيود على تحركات العاملين في المجال الإنساني.
وقالت مديرة العمليات والمناصرة في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إيديم وسورنو لمجلس الأمن أمس: هناك قضيتان رئيسيتان تواجهان اليمن اليوم، وهما عودة ظهور الكوليرا وتزايد مستويات سوء التغذية الحاد، مبينة أن ذلك يثير القلق إلا أن الاستجابة في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة أدت إلى إبطاء انتشاره.
وأوضحت أنه وحتى 7 أبريل تم الإبلاغ عن أكثر من 11,000 حالة مشتبه بها في هذه المناطق مع 75 وفاة مرتبطة بها، مقارنة بنحو 3,200 حالة مشتبه بها في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة منذ أكتوبر، مبينة أنه في الفترة من ديسمبر إلى فبراير أبلغت وكالات الإغاثة عن وجود 137 قيداً على الوصول، وكان أغلبها عبارة عن تدخل في البرامج الإنسانية والقيود على الحركة في المناطق التي يسيطر عليها الحوثي، خصوصاً بالنسبة للعاملات اليمنيات في مجال الإغاثة.
من جهته، قال وكيل وزارة الصحة في الحكومة الشرعية الدكتور سالم الشبحي إن وزارته اتخذت كل الإجراءات اللازمة لمنع انتشار مرض الكوليرا بشكل كبير، وفتحت مراكز العزل في مديريات العاصمة عدن لاستقبال الحالات وإجراء المعاينات اللازمة والضرورية لها.
وارتفعت حالات الاشتباه بالكوليرا في محافظة تعز إلى 374 حالة منها 122 حالة مؤكدة مخبرياً منذ مطلع العام الجاري.