وأضاف المبارك كيف أنَّ مَن يخالط الناسَ، وهو لم يأخذ التطعيم، قد يعرِّضُ غيرَه للضرر، وربما للهلاك، والله تعالى يقول: (وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) فالتحرُّز من الأمراض مطلوبٌ شرعاً، فإن الذي أخبرنا أن اللهَ هو الشافي والضارُّ، هو الذي أمرنا بالفرار من المريض مرضاً مُعدياً، قال عليه الصلاة والسلام: (لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر، وفرَّ من المجذوم كما تفر من الأسد)، وقال: (لا يورَدُ مُـمْرِضٌ علَى مُصِحٍّ).
ومن بديع أقوال الإمام الغزالي رحمه الله تعالى: (قد يظن الجهال أنَّ شَرْطَ التوكُّل تَرْكُ الكسب، وترك التداوي، والاستسلام للمهلكات، وذلك خطأ، لأن ذلك حرام في الشرع). وقد ذكر العلماءُ أن المرء، إذا رأى المرضَ، أو خَشِيَ مِن نزولَه، جازَ له قَطْعُ سببه بالتداوي، لأنَّ قَطْعَ السبب قطعٌ للمسبِّب.