وحول تقييمه لتجربة مشاركة المجندات من العنصر النسائي في المسجد الحرام قال اللواء محمد البسامي إن مشاركة المجندات وإسهاماتهن في الأعمال الأمنية في موسم الحج لهذا العام وتحديداً في المسجد الحرام كانت رائعة ونجحن والحمد لله باقتدار في أداء أعمالهن المناطة بهن وفق الخطة المرسومة، وتابع قائلاُ: «أعتقد أننا تجاوزنا مرحلة التصنيف فهن مندمجات معنا في أداء مسؤولياتهن وأصبحن يؤدين أدوارهن باقتدار مع رجال الأمن ونعتز بهن كثيراُ ولا ننظر الآن إلا لمهمات موحدة يؤديها فريق أمني كامل من الرجال والنساء سواء كانوا مدنيين أو عسكريين». وهنا نص الحوار:
• بداية.. أرجو إعطاءنا نبذة عن غرفة عمليات المسجد الحرام وكيفية إدارة الحشود بشكل عام وفي موسم الحج الاستثنائي بشكل خاص؟
•• في الواقع إن غرفة عمليات المسجد الحرام تدار من منظومة أمنية مشتركة تمثل جميع الجهات الأمنية من الأمن العام ممثلة بالقوة الخاصة بالحج والعمرة ورئاسة أمن الدولة ورئاسة الاستخبارات العامة، إضافة إلى الجهات الخدمية الحكومية المعنية بتقديم الخدمات لحجاج بيت الله الحرام لتنفيذ خطط تفويج ضيوف الرحمن إلى المسجد الحرام وفقا للخطط المعتمدة التي حققت نجاحا قياسيا في حج استثنائي وفق الإجراءات الاحترازية الصحية. والحمد لله فإن هذا الإنجاز لم يكن ليتحقق لولا الرعاية الكريمة والتوجيهات السديدة من لدن القيادة الرشيدة التي وضعت سلامة وأمن الحجاج في الأولوية.. وهذه الجهود أثمرت بفضل الله وتوفيقه عن نجاح موسم حج هذا العام رغم الظروف الاستثنائية بسبب استمرار جائحة فايروس كورونا وتحوراته على مستوى العالم.
أما في ما يتعلق بكيفية إدارة الحشود في المسجد الحرام فإن ذلك يتم من خلال وضع الخطط الأمنية، والوقائية، والتنظيمية منذ وقت مبكر أخذا بالدروس المستفادة من موسم الحج الاستثنائي للعام الماضي وتنفيذها بشكل تكاملي وباحترافية عالية من قوات الجج والعمرة مع بقية القطاعات الأمنية ومنسوبي الأجهزة الحكومية الأخرى وفق آلية دقيقة ومحكمة تحدد إيضاح رحلة الحجاج بشكل شمولي، وإدارة حركتهم منذ وصولهم إلى ساحات الحرم وأثناء تنقلاتهم وأدائهم مناسكهم؛ وذلك بالاستفادة من التقنيات المتقدمة، وبما يضمن تطبيق كافة الإجراءات الوقائية والاحترازية المعمول بها لمواجهة الجائحة.
وتبدأ أعمال إدارة الحشود والتفويج في المسجد الحرام منذ دخول الحجاج عن طريق الأبواب الفرعية أو الرئيسية للحرم المكي؛ في تنظيم لحركة الدخول والخروج، وفق خطط معدة سلفا وسيناريوهات عديدة للتعامل اللحظي مع أي حوادث أو اختناقات قد تنشأ لا قدر الله داخل الحرم أو المداخل والمخارج حول المسجد الحرام، وفقا لإجراءات تسمح بالتوازن ما بين دخول الحجاج إلى المسجد الحرام وخروجهم وفق آليات وبرمجة دقيقة تهدف لتحقيق الانسيابية ومنع حدوث أي اختناقات، بحسب الخطة الموضوعة ووفق الطاقة الاستيعابية الآمنة التي تتناسب مع الاحترازات الصحية.• كيف يتم رصد أماكن الاختناقات داخل المسجد الحرام؟
•• مركز عمليات المسجد الحرام يرصد عبر شاشات إلكترونية ضخمة لحظة بلحظة منذ وصول الحجاج إلى المناطق المحيطة بالحرم.. ودخولهم حيث ترصد الكاميرات داخل الحرم أماكن التجمعات والمسارات ويتم التعامل الفوري في حالة حدوث عمليات اختناق حتى قبل حدوثها كون المركز يرصد بالثواني تحركات الحجاج وهو الأمر الذي يتيح للمركز التعامل المسبق مع أي حالة اختناق.
• هل يمكن معرفة نسبة المتعجلين من إجمالي الحجاج؟
•• نسبة المتعجلين من منى بلغت أكثر من 92%، و8% أكملوا ثالث أيام التشريق.. وتم التعامل مع هذا التدفق وفق تنظيم دقيق في صحن المطاف حيث تم إعطاء الصفوف الأولى إلى الخامس لذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن في المطاف، كما أن هناك توزيعا دقيقا للحجاج ما بين الدور الأرضي إلى الدور الأول وتمكن عدد كبير من أداء الصلاة في توسعة الملك فهد والتوسعة السعودية الثالثة..
• هل لديكم خطط وسيناريوهات للتعامل مع أي ظروف قاهرة أو أي اختناقات داخل الحرم.
•• نعم لدينا سيناريوهات معدة سلفا للتعامل مع أي طارئ في لحظة واحدة.. والضباط داخل مركز العمليات يتابعون الحركة داخل الحرم من مراكز التحكم وينسقون مع كل الضباط في الميدان ويستقبلون البلاغات عبر الجهاز وفي ثوان محدودة يتم تنفيذ المطلوب فورا حسب الموقف.
• هل تلقيتم أي بلاغات هذا الموسم؟
•• الحمد لله لم نتلق أي بلاغات كوننا ندير الحشود وفق خطط محكمة؛ فإذا وصل المؤشر لدينا إلى كثافة عالية من الحجاج في أحد المداخل أو النقاط نبدأ بتنفيذ السيناريوهات الموضوعة فورا محل التنفيذ ونسعى في نفس الوقت لمراقبة الصفوف الأولى في صحن المطاف والدخول من باب الملك عبدالعزيز مع الساحات الخارجية ونقيس حجم التدفق والتوزيع على الدور الأول وفق آلية دقيقة ومحكمة. وأذكر على سبيل المثال أنه في يوم التعجل لاحظنا أن ثلثي حجم التدفق بعد العصر بنسبة 30%، وهذا يعتبر مؤشرا ممتازا، ففي معيار الطوارئ 15 إلى 25% دائماً يعتبر معيارا جيدا لتحقيق السلامة، ولذلك أكثر من 30 إلى 35% نعتبره ممتازا.. ولدينا طاقة فائضة في صحن المطاف ونراعي أن لا يصل إلى الحد الأعلى وهو يستوعب الآن 4177 لكن لم نصل إلى هذه الكثافة ونوازن في التغذية من جميع الأبواب للحفاظ على التوازن خصوصاً أن هناك من يرغب في أن يكون الطواف في صحن المطاف.
• ولكننا نرى أن هناك تدفقا عشوائيا بعض الأحيان داخل الحرم؟
•• إطلاقا؛ التدفق إلى الحرم لم يكن بشكل ارتجالي كونه يمر بجداول محددة بالتنسيق مع وزارة الحج والهيئة الملكية لمكة ورئاسة الحرمين وكل جهة لها طاقة تشغيلية ونقيسها بقياس الكثافات وإذا أظهرت الكثافة أنها عالية نعالج ونعيد تطبيق السيناريوهات ونعيد التوازن مرة ثانية بين مد وجزر حتى يخف حجم الحركة.
• كيف تقيمون تجربة مشاركة المجندات من العنصر النسائي في المسجد الحرام؟
•• في الحقيقة إن مشاركة المجندات وإسهاماتهن في الأعمال الأمنية في موسم الحج لهذا العام وتحديدا في المسجد الحرام كانت رائعة ونجحن والحمد لله باقتدار في أداء أعمالهن المناطة بهن وفق الخطة المرسومة. وجاءت مشاركتهن امتدادا لنشاطات المرأة وفق مخرجات الرؤية ٢٠٣٠ التي تقدمها المرأة خدمة للمجتمع في شتى المجالات. لقد أدت المجندات مهماتهن ومسؤولياتهن المشتركة، وأعتقد أننا تجاوزنا مرحلة التصنيف فهن مندمجات معنا في أداء مسؤولياتهم وأصبحن يؤدين أدوارهن باقتدار مع رجال الأمن ونعتز بهن كثيرا ولا ننظر الآن إلا لمهمات موحدة يؤديها فريق أمني كامل من الرجال والنساء سواء كانوا مدنيين أو عسكريين.
• مع اختتام هذا الموسم بنجاح عال.. ما هي رسالتكم؟ •• أتقدم بالشكر والتقدير للقيادة الرشيدة على توفير كل الممكنات لحجاج بيت الله.. كما أشكر حجاج بيت الله على حسن الاستجابة للتعليمات والإرشادات. وكان موسم حج هذا العام الاستثنائي أنموذجا لتطوير رحلة الحج باستخدام التقنيات الحديثة والأساليب المتطورة، لتسير الخطى ثابتة نحو تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.
ونجحت المنظومة الأمنية لأعمال الحج والحمد لله في تأطير هذه التجربة بإطار تقني عالٍ وتميزت القوة الخاصة لأمن الحج والعمرة والجهات المشاركة من القطاعات الأمنية المعنية بتنظيم مهمات موسم الحج؛ لما للمملكة من رصيد كافٍ للتعامل مع إدارة الحشود من أفراد وضباط مدعومة بتقنيات عالية ومراكز رصد بخدمات آلية مترابطة بطاقات بشرية أمنية متخصصة في مواقع محددة يتنقل إليها الحجاج داخل المسجد الحرام.