ومع الشتاء يبدأ موسم «المربعانية» للمملكة ودول الخليج وبلاد الشام والعراق، معلناً توغل شدة البرد في الجزيرة العربية مع طلوع «إكليل العقرب أو الإكليل» كما يعدها أهل الأنواء.
و«المربعانية» أحد مواسم السنة الـ 12، وسمي بالمربعانية لأنه يتكون من نحو 40 يوماً، يبدأ في 7 ديسمبر وينتهي في 14 يناير وينقسم إلى فترتين، الأولى 20 يوماً والثانية تبدأ 28 من الشهر نفسه وتستمر حتى 14 فبراير، وفي هذه الفترة يكون الجو بارداً أكثر من الفترة الأولى.
وأنواء المربعانية ثلاثة من برج العقرب، أولها نجوم الإكليل على رأس العقرب ظهرت فجر 7 ديسمبر، وثانيها القلب وهو نجم الأحيمر النجم الرئيسي في العقرب ويظهر في 20 ديسمبر، وثالثها الشولة وهي مجموعة نجوم تبدو كذيل العقرب وتظهر في 2 يناير.
ومن الأمثال والأقوال الشعبية التي تناولت المربعانية قول العرب: «إذا طلع الإكليل هاجت الفحول وشمرت الذيول وتخوفت السيول». والإكليل أول نجوم المربعانية، وقيل في المربعانية «يا رب نجنا من نزلة المربعانية»، كناية عن دعاء للوقاية من الأمراض والنزلات في هذه الفترة. وقيل «المربعانية يا بتربّع يا بتقبّع». وقيل أيضاً «المربعانية يا شمس تحرق يا مطر يغرق»، كناية عن خطورة شمسها وهطول الأمطار، ومثله يقال «المربعانية يا بتشرّق يا بتغرّق». ويقولون أيضاً «برد المربعانية في المنازل وفي الداخل»، كناية عن شدة بردها.
نوء المربعانية وفقاً لمحمد القباني، هي الفترة الأشد برودة بمقاييس السعودية والجزيرة العربية ذات الطابع الصحراوي، وهو توقيت ثابت لا يتغير وفيها الليل يأخذ من النهار ويستدل بها وهي مختلفة باختلاف الثقافات والأجناس، ومن الدلائل التي تدل على دخولها في المنطقة الوسطى هبوب الرياح الشمالية أو الشمالية الغربية وهي رياح باردة وجافة، إذ تهلك الحشرات ويختفي الذباب وتسقط أوراق الشجر وينزل الندى فجراً، وأهل الزراعة يستدلون عليها بخروج حشرة طائرة تسمى في نجد (الدفاع الأشهب)، وكذلك ببداية جفاف اللحاء داخل غصون الأشجار، خصوصاً البرسيم، ولهذا تيبس غصون كثير من الأشجار في آخر موسم المربعانية.