حذر المستشار الألماني أولاف شولتس من أن تصفح كتب التاريخ وجعل الحدود القديمة أساس الإجراءات الحالية من شأنه أن يغرق أوروبا في «حرب أبدية»، معتبرا أن ذلك «بالفعل عودة الإمبريالية»، و«يجب منع ذلك».
ونفى في مقابلة مع «دير شبيجل» بشكل واضح أن يكون هدف السياسة الغربية هو الإطاحة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين من الحكم، وقال «هذا ليس موضوع وهدف السياسة التي نتبعها معًا»، وأبدى تأثرا عاطفيا بسقوط قتلى روس «نتيجة حسابات وقرارات خاطئة من الرئيس الروسي»، على حد قوله.
وشدد شولتس على أنه «لا يجوز استخدام أسلحة كيماوية أو بيولوجية… حذرت بوتين من عواقب وخيمة لأي تصرف في هذا الصدد»، رافضا الكشف عن هذه العواقب الوخيمة، مضيفا «لا أريد الخوض في التفاصيل، ولدي أسباب وجيهة لذلك».
وحول استراتيجية ألمانيا المستقبلية، أجاب شولتس «أعلنا أننا سنجعل أنفسنا أقوياء بحيث لا يجرؤ أحد على مهاجمتنا». ومن وجهة نظر دفاعية، يشمل هذا أيضًا درعًا صاروخيًا على غرار النموذج الإسرائيلي (القبة الحديدية) فوق الجمهورية الفيديرالية، وفق حديث المستشار الألماني. ويضيف «علينا جميعًا أن نعد أنفسنا لحقيقة أن لدينا جارًا يستخدم العنف حاليًا».
وردا على اتهامات المعارضة بأن ألمانيا لا تريد تولي الدور القيادي الذي تستحقه، ردّ بالقول «لا، ما يقال خطأ».
وأوضح «في خطابي أمام البرلمان، أنهيت ممارسة دامت عقودًا في جمهورية ألمانيا الاتحادية»، في إشارة إلى إعلانه تحولا تاريخيا في السياسة الدفاعية الألمانية مع بداية الحرب في أوكرانيا، وتدشينه خطة لتسليح وتقوية الجيش.
وتمسك شولتس برفض حكومته حظر واردات الغاز الروسية لعدة أسباب، «أولاً، تعني العقوبات التي فرضناها أن روسيا لا تستطيع فعل أي شيء بالأموال المحولة مقابل شحنات الغاز، لأنها لم تعد قادرة على الوصول إليها أو إلى الأصول المصادرة».
وقال «نظريا يحصل الكرملين على مليار دولار كل يوم من ألمانيا وحدها نظير الغاز، لكنه لا يستطيع الاقتراب منها بسبب العقوبات.. ببساطة لن يكون هناك أي تعزيز اقتصادي لروسيا طالما استمرت الحرب».
وأضاف أن عددا من الدول التي تطالبنا باتخاذ قرار حظر واردات الغاز لم تتخذ نفس القرار بنفسها بعد، لافتا «عندما كنت رئيسا لبلدية هامبورغ، أردت الدفع باتجاه بناء محطات الغاز الطبيعي المسال كبديل، لكن لم يرغب أحد في تمويلها لأن الغاز الروسي أرخص.. جرى الاعتماد على آليات السوق بشكل كامل لفترة طويلة جدا».
ومثلما أظهر ترددا في حظر واردات النفط، أظهر شولتس موقفا مماثلا في وجه بوتين، مكتفيا بالقول إن «الحرب إجرامية، وهي حرب بوتين وليست حرب روسيا».