صادقت لجنة التخطيط والبناء التابعة لبلدية الاحتلال في مدينة القدس، اليوم الأربعاء، على مخطط استيطاني ضخم يقام على أراضي مطار القدس الدولي (قلنديا) المهجور.
ويشمل المخطط الاستيطاني بناء نحو 11 ألف وحدة استيطانية وفنادق ومرافق وحدائق عامة ومناطق صناعية تقام على 1،243 دونما شمالي مندينة القدس المحتلة؛ كما يشمل المخطط إقامة مجمعات تجارية بمحاذاة شارع رقم 45 وتحويل الصالة الرئيسية في مطار القدس المهجور إلى “مرفق سياحي”.
وكان المخطط الاستيطاني شمال القدس قد وضع قبل عدة سنوات، وتم تجميده في أكثر من مناسبة بسبب الضغوط السياسية الدولية الرافضة للاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وخصوصا المعارضة التي أبدتها الإدارات الأميركية للتوسع الاستيطاني في القدس.
وتعمل وزارة الإسكان الإسرائيلية، على “تخطيط استخدام الأراضي” التي سيتم استغلالها لإقامة المنطقة الاستيطانية، على أن يتم تقديم الخطة المتعلقة بتخصيص استخدامات الأراضي على المناطق التي تم تخطيطها للجنة التخطيط والبناء التابعة لمنطقة القدس.
ويحظى المخطط الاستيطاني بدعم كبير من رئيس بلدية الاحتلال في القدس، موشيه ليئون، ورئيس كتلة المعارضة في البلدية، ووزير الإسكان في الحكومة الإسرائيلية، زئيف إلكين.
وأشارت صحيفة “يسرائيل هيوم”، اليوم الأربعاء، إلى أن المضي قدما في تنفيذ المخطط الاستيطاني يحتاج إلى “موافقة سياسية لمواصلة عمليات المصادقة على المخط المقترح”، وذلك في ظل المعارضة الأميركية المتوقعة من قبل إدارة الرئيس جو بايدم.
ومن المقرر أن تعقد اللجنة القطرية للتخطيط والبناء في منطقة القدس يوم 6 كانون الأول/ ديسمبر المقبل، جلسة استماع لمناقشة بناء أكثر من 9000 وحدة استيطانية لتوسيع “عطروت”، ضمن المخطط نفسه.
ولفتت “يسرائيل هيوم” أن المرحلة الأولى من المخطط تشمل المصادقة والشروع ببناء 3800 وحدة استيطانية، “وبعد فحص معايير جودة والبيئة، سيتم توسيعها إلى حوالي 10,000 وحدة استيطانية، تضاف إليها المرافق العامة والمناطق التجارية والصناعية (التشغيلية)”.
وأفادت مصادر مقدسية تحدثت إلى “عرب 48” بأن سلطات الاحتلال قامت بوضع علامات حمراء على خرائط المخطط، تشير إلى مواقع نحو 30 منزلا فلسطينيا مقاما في الحي الشرقي لقرية قلنديا.
وشددت المصادر على أن هذه المنازل أقيمت خلال فترة الحكم الأردني، أي قبل الاحتلال عام 1967، محذرة من إقدام سلطات الاحتلال على هدم المنازل لصالح لمخطط الاستيطاني.
ويقع مطار القدس الدولي على أراضي بلدة قلنديا في شمال مدينة القدس، وهو المطار الأقدم في فلسطين حيث تمت إقامته في العام 1920، خلال فترة الانتداب البريطاني على أرض مساحتها 650 دونما. وحتى الاحتلال الإسرائيلي للمنطقة عام 1967 تم استخدام المطار للأغراض السياحية والتجارية من وإلى القدس.
رفض أوروبي للتوسع الاستيطاني في محيط القدس
وعلى صلة، زار رؤساء بعثات دول الاتحاد الأوروبي ودول أخرى، يوم الإثنين الماضي، مناطق فلسطينية في محيط مدينة القدس، تطالها مخططات استيطانية إسرائيلية من ضمنها المخطط الذي تمت المصادقى عليه اليوم، شملت منطقتي “E1” و قَلنديا شرق وشمالي القدس الشرقية.
وذكر مكتب ممثل الاتحاد الأوروبي في فلسطين، في بيان، أن الزيارة جاءت في أعقاب البيانات الأخيرة لسلطات الاحتلال الإسرائيلية عن تطوير مخططات استيطانية كبرى في هذه المناطق.
وخلال الزيارة أطلعت جمعية “عير عميم” غير الحكومية الإسرائيلية، الدبلوماسيين “على العواقب المقلقة للغاية لخطط الاستيطان في غفعات هاماتوس و(مستوطنة) جبل أبو غنيم و E1 وقلنديا”، وفق البيان.
ووفق البيان، فإن من التداعيات المحتملة للمشاريع الاستيطانية “تهديدات بتهجير المجتمعات البدوية، وتحركات نحو الضم الفعلي للأراضي الفلسطينية في منطقة القدس، والمزيد من تجزئة الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية”.
وأعرب الدبلوماسيون عن “معارضة بلدانهم الشديدة لسياسة إسرائيل الاستيطانية وإجراءاتها”. وجددوا التأكيد على أن “المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي وتقوض بشكل كبير الجهود الجارية لإعادة بناء الثقة”.
ووفق البيان، “لن يعترف الاتحاد الأوروبي والدول ذات التفكير المماثل بأي تغييرات على حدود ما قبل عام 1967، بما في ذلك ما يتعلق بالقدس، بخلاف تلك التي يتفق عليها الأطراف”.
ونقل البيان عن ممثل الاتحاد الأوروبي، سفن كون فون بورغسدورف، قوله خلال الزيارة، إن “المستوطنات تهدف إلى تغيير هوية القدس وتشكل انتهاكا لالتزامات إسرائيل كقوة احتلال”.
وأضاف أن “المصادقات الأخيرة على آلاف الوحدات السكنية للمستوطنين الإسرائيليين تهدف إلى فصل الفلسطينيين عن مدينتهم وتغيير هوية القدس الشرقية”.
وأشار بيان ممثل الاتحاد الأوروبي إلى موافقة المجلس الأعلى للتخطيط في إسرائيل خلال الشهر الماضي على تسريع خطط لبناء 2860 وحدة استيطانية جديدة في 30 مستوطنة.
وذكر أن جزءا من الخطط حصل على الموافقة النهائية للمصادقة، بينما سيتم تقديم الخطط الأخرى للموافقة النهائية في مرحلة لاحقة.
و”E1″ منطقة شرقي القدس يستهدفها مشروع استيطاني ضخم على أراض مساحتها 12 ألف دونم، يفصل جنوب الضفة عن وسطها.
واحتلت إسرائيل القدس الشرقية عام 1967، وأعلنت في 1980 ضمها إلى القدس الغربية المحتلة منذ عام 1948، معتبرة “القدس عاصمة موحدة وأبدية” لها، وهو ما يرفضه الفلسطينيون والمجتمع الدولي.