توافدت جماهير غفيرة من كافة أرجاء الوطن، لتقديم التهاني بعودة المناضل فتحي خازم ” أبو الرعد “، للمخيم وتماثله للشفاء، إثر الوعكة الصحية التي ألمت به، مما اضطر لنقله للعلاج في رام الله.
وبين رحلة العلاج والعودة، لخازم (58 عاماً)، الأسير المحرر والعقيد في السلطة الوطنية ووالد الشهيد رعد منفذ عملية تل أبيب وعبد الرحمن الذي استشهد خلال اشتباك مسلح في مخيم جنين مع رفيقه محمد الونة، أثار البعض التساؤلات حول وضع أبو الرعد الذي أدرجت إسرائيل اسمه ضمن قائمة المطلوبين منذ تنفيذ نجله رعد (29 عاماً) العملية الفدائية في الجمعة الأولى من شهر رمضان المبارك والتي أوقعت 15 إسرائيلياً بين قتيل وجريح، وازدادت علامات الاستفهام بعد الاستقبال والترحيب الحافل الذي حظي به خازم بعد عودته للمخيم الذي ما زال مستهدفاً ويتعرض لحملات إسرائيلية كان آخرها فجر اليوم.
مصدر موثوق ومقرب من الرجل الذي ما زال اسمه عنواناً في وسائل الاعلام وسط تحريض مستمر في الاسرائيلية منها ، صرح أن عودة خازم جاءت بعد اتفاق رسمي بين السلطة الوطنية وإسرائيل، على وقف ملاحقته بدون شروط أو قيود على حركته ومكان سكانه، مقابل أن يتوقف عن الخطاب والتحريض.
واشتهر خازم بخطاباته النارية بعد استشهاد بكره رعد، ثم بخطاباته خلال تأبين الشهداء والمناسبات الوطنية في مخيم جنين، والتي حظيت باهتمام وتقدير وإعجاب كبير لدى الجمهور الفلسطني عامة وأوساط المقاومين خاصة حتى أطلق عليه ” شيخ المقاومة “.
ووسط أجواء الفرحة والترحيب بعودته، أوضح المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لـ”لقدس” دوت كوم، أن عملية نقل الخازم لرام الله كان هدفها العلاج، ثم جاء الاتفاق بعدها، وقال ” بعدما تدهورت صحته إثر إصابته بالتهاب حاد في الرئة وارتفاع بالسكر، تم نقله للعلاج في رام الله بناء على طلبه، وبقي في المشفى حتى استكمل علاجه وتماثل للشفاء “، مضيفاً ” بعد ذلك، حظي خازم بسكن آمن مع تأمين علاجه بهدف الحفاظ على حياته، وبعدما استقرت حالته، سارع للعودة إلى مخيم جنين، حيث عاش وقضى حياته مع أسرته، ويرفض أي مكان آخر بديلاً عنه”.
وأكد المصدر ، أن والد الشهيدين خازم، لايزال يتمتع بإرادة ومعنويات عالية، وحريص على الالتحام مع أبناء شعبه، وتأدية واجبه بحرية وبروحه الوطنية والنضالية التي تحلى بها طوال مسيرته النضالية منذ التحاقه في صفوف حركة فتح خلال انتفاضة الحجر التي تعرض فيها للاستهداف، بين المطاردة والاعتقال ثم قيادة الحركة الاسيرة في سجن النقب الصحراوي، حيث كان من الدفعات الأولى التي واكبت افتتاح منفى النقب الذي أراده الاحتلال باستيلاً لقمع الانتفاضة وكوادرها، فكان له بصمات ودور نضالي في التصدي للاحتلال وإفشال تمرير مخططاته ليتحول لساحة نضال رديفة للانتفاضة على طريق الحرية والاستقلال.
وكانت قوات الاحتلال هدمت شقة الشهيد رعد في مدينة جنين فجرالسادس من أيلول من العام الجاري، خلال عملية عسكرية تحولت لاشتباكات عنيفة استشهد خلالها الشاب محمد موسى محمد سباعنة (29 عاماً) وأصيب سبعة آخرين برصاص الاحتلال الذي عاد لاستهداف عائلة خازم، عندما هاجم شقيقه القائد في كتائب شهداء الأقصى لواء الشهداء عبد الرحمن ورفيقه في الكتائب والمطاردة والمقاومة محمد الونة في منزل العائلة بمخيم جنين، بتاريخ 28-9-2022، فاستشهد خازم والونة خلال اشتباكهما مع الجيش الذي ألحق دماراً كبيراً في المنزل الثاني للعائلة والذي لم يعد صالحاً للاستخدام والإقامة.