المونديال يا سلام ….. يا عبد السلام ..خالد القواسمي

موجة من اثارة الجدل دارت في محيطنا الرياضي والاعلامي حول الحضور الفلسطيني الكبير واللافت للنظر في مونديال قطر 2022 أحدثها الرياضي عبد السلام هنية وتباينت الاراء هنالك من يقف الى جانبه وبصفه ويشيد وعلى النقيض تماما تجد من ينتقد ويسخر ويملأ منصات التواصل الاجتماعي بالكلمات اللاذعة دون أن يوضح سبب وجيه ومقنع لما يصدر والتفسير الوحيد لذلك هو الاختلاف في الانتماء السياسي فقط لاغير .
بغض النظر عن حالة الاختلاف والازدواجية في التعامل لكن الرسالة الاعلامية الخارجة من قلب المونديال شكلت بوصلة حقيقية أوصلتنا للتحاور مع الآخر ومنحتنا فرصة تقديم أنفسنا كشعب لازال يعاني من رجس الاحتلال وأكسبتنا المشاركة الاعلامية والرياضية بهذا الكم الكبير زخما منقطع النظير التف حوله كل ابناء شعبنا الفلسطيني ومناصيريه من أحرار العالم وسطروا ملحمة تاريخيه شهد لها العدو قبل الصديق واصبح كل عربي ومناصر من دول العالم وفي كل محفل على الارض القطرية لديه أمنية برفع العلم الفلسطيني وأخذ صورة تذكارية وهذا نتاج تحرك كبير لكل ابناء شعبنا في الداخل وفي الشتات والكل اصبح تلقائيا رجل اعلام من خلال السوشيال ميديا ما اربك آلة الزيف الاعلامية للطرف الآخر التي وجدت نفسها منبوذة اضطرتها للرحيل .
ومن الواضح تأثير الرسالة الاعلامية الرياضية وتفوقها على الرسالة السياسية ونحن نشاهد كيف استطاعت الرسالة الاعلامية الرياضية الوصول للهدف ونشر تاريخنا وماضينا وقيمنا ومبادئنا وعاداتنا وتقاليدنا ومعاناتنا وحمل هويتنا الوطنية بكل آمانة والتعبير عنها وشهدت تفاعل ايجابي غير مسبوق بين جماهير الكرة في اكبر واضخم محفل رياضي.
بكل بساطة ما قام به عبد السلام هنية بغض النظر عن القيل والقال ساهم في حالة التفاعل مع ما نشاهده على ارض الواقع من التفاف جماهيري عريض عربي ودولي الى جانب أبناء شعبنا وجاليتنا على الارض القطرية ومن ارتحل الى هناك لمشاهدة الاحداث بشكل مباشر والجميع اصطف لاعلاء كلمة وراية فلسطين .
لنكن منصفين بحق انفسنا ولنكن صادقين كأسرة اعلامية في المحافظات الشمالية والمحافظات الجنوبية لم نكن على قدر المسؤولية ولم يستطع القائمين على قيادة دفة الاعلام الرياضي ايفاد حتى لو فرد واحد للعاصمة القطرية في المقابل الرياضي عبد السلام هنية سجل بصمة تاريخية بايفاده 60 اعلامي ورياضي بغض النظر عما يشاع ويقال هنا وهناك.
نعم ادرك بأن الرجل له علاقات واسعه في الدوحة كونها نتاج اسباب متعدده منها رياضية ومنها سياسية ربما لم يستطع غيره فعل ذلك لكن في النهاية كانت النتائج فوق التصور فلماذا نضع العصي بالدواليب ونرمي كلمات لا داعي لها والكل مجمع على أن التفاعل مع قضية فلسطين في المونديال له وقع كبير ما أجبر العالم ولقوة القضية الفلسطينية وعدالتها  رفع عدد الدول المشاركة في المونديال الى 33 دولة في اشارة الى الزخم الكبير الذي سجله الحضور والالتفاف الدولي حول قضية فلسطين وكأن فلسطين فعلا تخوض التصفيات .
فلماذا يخرج علينا من يعكر صفو انتصارنا في معركة الحضور العالمي للمرة الاولى في مقابل هزيمة من اراد فرض نفسه كحقيقة على حساب دماء ابنائنا وجرحانا واسرانا ومعتقلينا ودموع امهاتنا وهو يدرك بأن زيفه سيفشل وينقلب عليه أمام وعي الشعوب الحرة وهذا ما حصل بالفعل ولاقى اعلامه الخبيث صدودا واشمئزاز القريب والغريب اضطره لحمل امتعته ليرتحل حاملا خيبته يشكو مرارة ما تعرض له من نبذ لا يطاق ليدرك ان دولته أخيرا قائمة على خداع اعلامي وهمي زائف لا ينطلي على أحد وبأن التطبيع الفعلي غير موجود ولا تعترف به الشعوب العربية من طفلها حتى شيخها ومن زهراتها ونسائها .
فالمتأمل بما حصل من خلال المشاركة الاعلامية الفلسطينية يلاحظ أنها شكلت برسالتها تفاعلا منقطع النظير ومقاومة حضارية ومحت حالة الاغتراب الفلسطيني عن الساحة الدولية التي اراد لها البعض ان تبقى في حالة انفصام وازدواج في الشخصية وانجراف نحو الانحلال والذوبان لكن الوعي التكاملي لابناء شعبنا دوما تجده في الموعد يتصدى ويا سلام يا عبد السلام.