وحول تطور السوق المالية السعودية، قال الناصر، إنها تحتل أولوية في إطار رؤية المملكة، وأن المنجزات التي تحققت في السنوات الثلاث الأخيرة كبيرة وتتحدث عن نفسها، فالسوق الآن هي إحدى أسواق المال الأسرع نموًا في العالم، حيث تستفيد من اقتصاد المملكة الذي يُعد ذا نموٍ سريع جدًا بين دول مجموعة العشرين، وتصنف السوق المالية السعودية الآن من بين أكبر الأسواق على مستوى العالم من حيث القيمة السوقية، ويُعد إدراج أرامكو السعودية أحد العوامل المسهمة في هذا النمو.
وتناول دور أسواق المال في تقدم الاقتصاد العالمي، كما سلط الضوء على أن أسواق المال يمكنها أن تلعب دورًا مؤثرًا في التحولات التي تشهدها صناعة الطاقة لوصول الدول والمؤسسات للحياد الصفري. كما ذكر المهندس أمين الناصر أن صناعة النفط والغاز رغم أهميتها المحورية فإنها تشهد مستوى استثمار أقل من النصف عمّا كانت تشهده قبل نحو 10 سنوات بسبب الضغوطات التي تواجهها الصناعة إثر تحديات المناخ، وأن تكلفة رأس المال أصبحت أعلى في مجال النفط والغاز، وبالتالي فإنها ستؤثر سلبًا على توفّر الإمدادات المستقبلية الكافية بأسعار معقولة مما ينعكس سلبًا على أمن الطاقة العالمي.
وشدد على أهمية أن تكون نظرة أسواق المال لتحولات الطاقة متزنة وألا تتأثر بآراء سائدة تفتقر للمصداقية. وأن هناك فرصة لأسواق المال في تمويل تقنيات ومشاريع الطاقة في مجال استدامة النفط والغاز مثل مشاريع احتجاز وتخزين الكربون ومشاريع الهيدروجين التي ما زالت نسبة تمويلها ضئيلة في العالم.
وتأتي مشاركة أرامكو السعودية بصفتها أحد الرعاة الرئيسيين في هذا الملتقى، الذي يُجسّد فرصة مهمة للمستثمرين والمصدّرين ومؤسسات السوق المالية من أجل الاطلاع على أبرز التطوّرات التي تشهدها السوق المالية السعودية. وسيختتم الملتقى أعماله بحفل توزيع جوائز السوق المالية السعودية، وذلك تكريمًا لجهود الجهات التي لعبت دورًا أساسًا في دعم مسيرة تطوير القطاع المالي في المملكة. وتضم جوائز السوق المالية السعودية 16 فئة تكرّم أفضل الوسطاء وأمناء الحفظ ومديري الأصول والاكتتابات العامة وغيرها على مستوى المملكة.