يمكن إعتبار الزيارة التي قام بها الى الدوحة زياد نخالة الأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي مؤشر اضافي على دور حركة الجهاد الخلفي والباطني خلف الستائر والكواليس في اعادة تأطير الموقف التكتيكي من ازمة الضغط على حركة حماس عبر الوسيطين القطري والمصري لصالح اجندة وزير الخارجية الامريكي انتوني بلينكن الذي حضر لدول المنطقة في اطار اجندة حادة وواضحة الملامح عنوانها الضغط على حماس وإجبارها على قبول ما يسمى بمقترح الرئيس جو بايدن بدون تقديم التنازلات المطلوبة من اسرائيل.
بلينكن جاء برأي مصادر خاصة ومطلعة جدا في المقاومة الفلسطينية لكي يساعد حكومة بنيامين نتنياهو في النزول عن الشجرة ويخضع حركة حماس.
ووجود الأمين العام للجهاد الإسلامى على خط التواصل مع الدوحة فكره كان لها علاقة بقيادة حركة حماس لان حركة الجهاد هي الاكثر تشددا في رفض ما سمي بصفقة مقترح بايدن ولتمهيد الأمور بالمعنى الايجابي ولإظهار قدرة حماس وغيرها من فصائل المقاومة على مراوغة الضغط الامريكي والاسرائيلي الحالي حتى عبر الوسطاء العرب.
وايضا لمساعدة الوسيط القطري تحديدا في إحتواء دبلوماسي للضغوط الامريكية بات مرجحا ان الصورة المطلوبة هو ان الوسيط القطري يتحدث ايضا مع بقية الفصائل الاساسية في المقاومة وان حركة الجهاد الاسلامي تستمع مباشرة للتقدير القطري الخبير في جزئية الضغط الامريكي.
ومن هنا خرجت تلك الصيغة في موقف فصائل المقاومة الجماعي وبعد اتصالات ومشاورات حادة ومعمقة بين حركتي قادة حماس والجهاد الاسلامي والصيغة التي اعلنها القيادي الحمساوي في بيروت اسامة حمدان ثم صادق عليها عضو المكتب السياسي عزت الرشق هي التي اقترحت التعديلات على المقترح او بعض التعديلات المرتبطة بكيفية تنفيذ الالتزامات او ما يسمى بالمباديء التي تضمنتها خطة الرئيس بايدن.
صيغة “لعم” هي الأساس والجوهر في “رد المقاومة الرسمي”.
رغم كل ذلك ترجح مصادر المقاومة بان خطة بايدن لم تقدم مكتوبة بالتفصيل بعد وتخلو من آليات عمل ما بين المراحل الثلاث.
لكن فيها قدر كبير من الايجابية التي قررت الفصائل التعامل معها بالإضافة الى الاستغناء عن فكره ان يلتزم الجانب الامريكي كتابيا بضمانات انسحاب اسرائيل او وقف شامل ومستدام لإطلاق النار والاستعاضة عن ذلك بتوضيحات وردود ايجابية على التعديلات التي تقترحها المقاومة على صيغة بايدن.
وهذه هي التقنية في الحوار والتفاوض التي قررت فصائل المقاومة عبرها الافلات من حجم الضغوط الهائل والذي يحاول شيطنة حركة حماس واظهارها انها رافضة لقرارات مجلس الامن و لصفقة بايدن المعقولة التي تحقن الدماء.
من هن ولدت الصيغة التي تم الإعلان عنها في قبول قرار مجلس الامن ومقترح بايدن والتصريح بالنظر الايجابي له لكن مع تعديلات تخص الاسقف الزمنية والاجراءات في الميدان الامر الذي شكل عمليا جسرا لتسوية الموقف ما بين الوسطاء وحركة الجهاد الاسلامي تحديدا.
وهنا بات واضحا ان وجود حركة الجهاد وقيادتها وحركتها في مجمل عمليات الوساطة والتفاوض بدلالة زيارة نخالة الى الدوحة كان محطة لابد منها وتساعد المفاوض في حركة حماس وتحتوي الضغوط على فصائل المقاومة خلافا لان الايحاء هنا مرتبط بان الجانب الامريكي ضمنا وعمليا يحاور محور المقاومة وليس فصائل المقاومة في فلسطين فقط.
الاختراق الذي اسست له الفصائل بدخول حركة الجهاد الاسلامي بقوة على خط التفاوض كان الهدف منه بان الايحاء بان الفصائل موحدة وتساند بعضها البعض وحركة الجهاد هنا لعبت دورا اساسيا في تصليب الموقف واعتماد على صيغة تطالب بتعديلات قبل الموافقة النهائية.
عن راي اليوم