أثار هذا الحدث اهتمام الباحثين من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة ومعهد أبحاث البحار في النرويج، الذين أرجعوا السبب في وقوعه إلى التجمع المكثف لأسماك الكبلين (نوع من الأسماك الصغيرة التي تعيش في البحار الشمالية)، ما جذب أسماك القد المفترسة.
كما يوفر الحدث أول دليل على تفاعل واسع النطاق بين المفترسات والفريسة، ويظهر معركة من أجل البقاء على نطاق غير مسبوق.
ويقول نيكولاس ماكريس، مهندس المحيطات في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: «إنها المرة الأولى التي نرى فيها تفاعلاً بين المفترس والفريسة بهذا الحجم، حيث تصبح المعركة من أجل البقاء أكثر تعقيداً واندفاعاً».
وقام ماكريس إلى جانب مهندسي معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا شوراف بيدنيكار وأنكيتا جين، وعالم البيئة السلوكية في معهد أبحاث البحار أولاف روني جودو، بمراقبة هذا الحدث الضخم باستخدام صدى الموجات الصوتية الصادرة من مثانات السباحة للأسماك (أعضاء مملوءة بالغاز تساعدها في التحكم في الطفو والسباحة في المياه).
واستخدم الفريق تقنية جديدة للاستشعار الصوتي تحت الماء متعدد الأطياف على نطاق واسع، مما سمح بتتبع الترددات الصوتية الخاصة بأنواع الأسماك المختلفة ومراقبة تفاعلاتها على مساحة تمتد لعشرات الكيلومترات.
ويوضح ماكريس، «تتمتع سمكة القد بمثانات سباحة كبيرة ذات رنين منخفض، تشبه رنين جرس ساعة بيغ بن، بينما تمتلك سمكة الكبلين مثانات سباحة صغيرة تتردد مثل أعلى النغمات الصادرة عن البيانو». ومن خلال هذه الترددات، تمكن الفريق من تتبع الحركات والتفاعلات بين الأسماك بشكل دقيق.
وأظهرت البيانات أن نحو 23 مليون سمكة كبلين كانت تتجمع في المنطقة. واستجابة لذلك، نظمت نحو 2.5 مليون سمكة قد أطلسية (Gadus morhua) مجموعاتها الخاصة استعدادا للوليمة.