الهمة يا رجالة! ،،، محمد سالم

الهمة يا رجالة! ،،، محمد سالم

2022 Apr,30

– "دمر الانقسام، أممًا أكثر مما دمر السيف."
ضحك العم "عشم" وقال:  لا تقرأ عن تجارب عشرات الدول التي خاضت حروبا أهلية ثم اهتدت إلى   المصالحة الوطنية، ستظن أن ذلك ممكنا هنا .. بينما لابد أن تموت أنت وجيلك ثم يأتي جيل جديد لم يشهد من الانقسام والشقاق شيئا، كف عن هذا..كي لا تشقى.

قلت: السؤال الآن .. دولة الصهاينة أرادت استمرار  مخطط الانقسام، وتأكيد قوتها الوحشية، وتقسيم الشعب، فهل  فشلت في كل ذلك.؟ الناس تعرف جيداً أن ساستنا الأفاضل كانوا وراء حصولنا على المراتب المتقدمة في الفشل والخراب والفساد المالي والسياسي و استمرار حالة الانقسام ، لانهم أبدلوا ملفات مهمة مثل الوحدة الوطنية، والانتخابات- الحق الدستوري للمواطن- والخدمات والتنمية والصحة والتعليم والبطالة والسكن بملف واحد هو "الصراع على السلطة ومنافعها"، ففي كل يوم يصحو الناس على سؤال جديد : هل  يمكن تعويض الوقت- خمسة عشر عاما- من التخبط والارتجالية والمحسوبية والانتهازية التي مارسها العديد من- أشباه- مسؤولين ، واحداث وأفعال معينة ووقائع تشيب من هولها البرصان.؟!

– ضحك العم "عشم" وهو يتلقى أسئلتى قائلا: منذ  بداية تنفيذ مخطط الانقسام الصهيوني،وحتى الآن تزاحمت أحداث الوطن وكثرت تحدياته ومعاناة شعبنا ، وتحول الإهتمام الجاد والمفيد بالقضيايا الوطنية إلى انقسامات وتعدد للولاءات والتوجهات، وتزايد التضليل السياسى والإعلامى للمواطن من قبل أبواق السلطة – سلطتين..! ودخل الناس فى جدال كثير معظمه ضار حتى على مستوى العلاقات الإنسانية والاجتماعية ، وتفرقت السبل وتاه الناس وساعد كل ذلك سلطة الحكم/ اشباه حكام/ على أن تمارس السياسة والحكم بكافة الطرق المنفردة دونما إعتبار لذلك الشعب الذى تسحقه الحياة وتفرقه الانقسامات.!

 – برغم من ذلك .. أوعوا حد يكون متصور إن مطلوب إيقاف " النقد " نقد المواقف والأفكار والسياسات ، والنقد فى جميع الإتجاهات ، نقد البارزين فى جميع الصفوف حكاما ومحكومين ، موالسة، ومعدومين، وأيضا نقد اتجاهات النقاش العام جماهير ونخبة- غير فغالة- وايضا التسلح بسخرية نجيب محفوظ العميقة عندما سئل : " وأيه الحل ؟ " فرد : " هو أنا عارف وماقلتش ؟!".

–  فلما سألته إيه الحل؟! قال لي بهدوء العارفين الواثقين العالمين علم اليقين إن الأمر بسيط للغاية، يعني .. لازم نكون علي وعي كاف ، أننا شئنا أم أبينا في معركة وجودية ، معركة ضد كيان وحشي، فاشي ، فاشل، فاسد، ابن ستة وستين كلب ، و ليس بوصفها معركة وجود فقط ، لكن بوصفها آلية دمار لأجيال قادمة ، تسلب من الشعب إرادته ، ثم تفقره و تحاصره ، وتجوعه ،ثم العدوان تلو الاخر، و المحرقة حاضرة في كل مرحلة  ثم تنفيذ مخطط الانقسام ، ثم ترعبه وتخوفه ، حتى يفقد أمانه المادي والروحي ، ثم تستمر تزيف وعيه وتضلله ، ثم تظل تردد أنه هو المسؤول عن محنته ، ثم تتهمه بالارهاب  ، حتى يقتنع أنه – وليس هم – واشباه حكام- السبب في فقره وتخلفه وبؤسه وشقائه وتعاسته.

– ثم لازم نكون على وعي كاف كذلك ، أنه لا سبيل لنا في هذه المعركة الوجودية غير سبيل الوحدة الوطنية الحقيقية، والديمقراطية ، والديمقراطية باختصار شديد هي : حق الشعب في اختيار حكامه بملء إرادته ، ثم حقه في مراقبتهم ومحاسبتهم ونقدهم ومساءلتهم ،  ومحاكمتهم عند الضرورة ، وعزلهم بالدستور والقانون ، عندما تقتضي المصلحة العامة عزلهم ، ثم لازم نكون على وعي كاف كذلك ، أن هذا النوع من المعارك محتاج أنفاس طويلة ، دون تسرع أو تعجل ،  وتفكير هادئ ، وحركة موزونة ، دون تخبط ولا ضوضاء ولا صخب ولا ضجيج . فقط وحدة وطنية ومقاومة. هذا هو الطريق ..كي لا تشقى.