حذر المنسق الأممي لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، صباح اليوم الأربعاء، من تدهور الأوضاع في قطاع غزة، مجددًا، وإمكانية عودة التصعيد العسكري المتبادل.
وكتب وينسلاند عبر منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، الوضع داخل قطاع غزة خطير ويجب تجنب صراع آخر ستكون له عواقب وخيمة على الجميع.
وجاءت هذه التغريدة بعد يوم واحد من لقاءات جمعت وينسلاند بقيادة حركة “حماس” في قطاع غزة، قبل أن يعود للخط الأخضر مجددًا ويلتقي مسؤولين إسرائيليين، كما ذكرت مصادر لـ “القدس” دوت كوم.
ووفقًا للمصادر، فإن لقاءات وينسلاند لم تحقق أي اختراق لمحاولة إعادة الهدوء للحدود.
وعبر وينسلاند في تغريدته، عن قلقه إزاء تصاعد التوترات في غزة، وما حولها، في إشارة لمستوطنات الغلاف.
وقال: سكان في غزة عانوا بما فيه الكفاية، ويستحقون أكثر من مجرد العودة إلى الهدوء.
وأشار إلى أن الأمم المتحدة تعمل مع جميع الأطراف المعنية لتحسين حياة الناس في غزة، وخاصة الفئات الأكثر ضعفًا. كما قال.
وذكر موقع واي نت العبري، أمس، أن وينسلاند حمل رسالة من “إسرائيل” إلى “حماس”، بأنه لن يتم إعادة فتح حاجز بيت حانون “إيرز” أمام حركة العمال قبل أن تتوقف التظاهرات.
وقالت مصادر مطلعة لـ “القدس” ، إن “حماس” من جانبها فرضت عدة شروط للموافقة على وقف التظاهرات، منها زيادة حصة العمال ل 20 ألف، والموافقة على عمل “شركات المشغل” التي قام بترخيص عددًا منها مؤخرًا، وترفض “إسرائيل” التعامل معها، ومن مهامها استصدار تصاريح عمل للغزيين بدون تدخل السماسرة، ولحفظ حقوقهم.
كما طالبت “حماس” بإيجاد حلول لإعادة المنحة القطرية الخاصة برواتب الموظفين كما كانت عليه، والتي كانت تبلغ 10 ملايين دولار، قلصتها قطر لاحقًا إلى 7، قبل أن تتقلص لوحدها إلى 4 ملايين بسبب غلاء أسعار الوقود والغاز الذي يتم استيراده من مصر والتي بدورها تنقل كميات منه إلى حكومة غزة التي بدورها تبيعه للقطاع الخاص وتتحصل على ثمنه، لكنه بسبب غلاء الأسعار عالميًا تقلصت الكمية الواردة من مصر، ما قلل من إيرادات بيعها للقطاع الخاص. كما كشفت مصادر لـ “القدس” دوت كوم.
وتسببت هذه الأزمة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، في دفع رواتب موظفي حكومة غزة، بشكل متأخر نهاية كل شهر، بدلاً من بدايته، حتى تقلصت في الشهر الأخير من 60% إلى 55، وبحد أدنى 1700 بدلاً من 2000 شيكل.
ولفتت المصادر، إلى أن اللقاء الذي جمع مساء أمس، وينسلاند مع المسؤولين الإسرائيليين، انتهى بدون نتائج ولم توافق عليه تل أبيب.
وذكرت قناة ريشت كان العبرية، الليلة الماضية، أن طائرة يستخدمها كبار المسؤولين الإسرائيليين هبطت أمس في العاصمة القطرية، الدوحة، فيما يبدو في إطار الجهود المبذولة لتحقيق الهدوء بغزة.
ويبدو أن حركة “حماس” تضغط على “إسرائيل” من خلال المسيرات الحدودية لتحقيق شروطها، في ظل عدم قدرتها بالضغط على قطر ومصر وغيرهم من الوسطاء أو من يتولون ملف مساعدات غزة.
وشهد أمس أعنف الأحداث على الحدود، بعد أن استخدم “الشباب الثائر” البلالين التي تحمل عبوات ناسفة وقاموا بتفجيرها في سماء غلاف مستوطنات القطاع، كما أطلق بعضهم النار تجاه قوات الاحتلال، في حين قامت الأخيرة بقصف عدة نقاط رصد للمقاومة على طول الحدود الشرقية للقطاع.