ايران تشد عضلاتها وتبلغ اسرائيل ان ميزان القوى ليس لصالحها وتبدي استعدادها لخوض الحرب..

مما لا شك فيه ان هذه الايام التي تفصلنا عن الانتخابات الامريكية او بدئها يومين او ثلاثة هذه الايام حاسمة جدا لانها حسب اعتقادي تشكل المدخل لمرحلة جديدة مرحلة الصراع مع الولايات المتحدة في الشرق الاوسط ومن ضمن ذلك قواعدها العسكرية المدججة وعلى رأسها اسرائيل .

نقول هذا بعد عاصفة من التصريحات التي احدثت في البنتاغون زلزالا خطيرا وكذلك في كافة الجماعات الصهيونية ذات النفوذ والتأثير في سياسات الولايات المتحدة خاصة تلك التي تقرر في مجمع صناعة السلاح وتكنولوجيا السلاح تقرر المدى الذي يجب ان تذهب اليه وحجم المال الذي يجب ان يستثمر لان هذا المال ينهب من دول الشرق الاوسط ذات الانتاج النفطي والغازي وتذهب لصناعة اسلحة تقدم مجانا لقواعد الولايات المتحدة العسكرية وعلى رأسها اسرائيل …

ماذا جرى خلال اليومين الماضيين ليجعلنا ندخل في هذا الباب ونقدر مدى اهميته وقدرته على الحسم فيما يتعلق بمرحلة جديدة مرحلة تتحدى فيها ايران نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة هي أي ايران وكل محاور المقاومة في اكثر من بلد عربي نتيجة وصول خيرة ونخبة شعوبها للقدرة على التصرف والقتال ضد العدو الاسرائيلي والاستمرار في القتال ضد هذا العدو الذي ارتكب جنايات ومجازر وعمليات ابادة للمدنيين في اكثر من قطر وعلى رأسها فلسطين ولبنان …
الذي بدأ باثارة هذا الموضوع نتنياهو وحلفائه في الحكومة اذ اشاروا بوضوح اكثر من مرة الى رغبتهم وخططهم لتنفيذ ضربات للمؤسسات النووية الايرانية وهددوا بذلك وجاءت الضربة الاخيرة التي وجهتها اسرائيل لايران لتحطم الدروع الواقية التي نصبتها ايران منذ فترة طويلة لحماية مؤسساتها النووية وحماية مؤسساتها الصناعية العسكرية خاصة صناعة الصواريخ والمسيرات ..
اذ تعتبر هذه الصناعات كنز ايراني ومصدر من مصادر القوة التي لا يمكن لاسرائيل تحديها او قهرها واضطرت الولايات المتحدة لارسال منظومة ثاد المضادة للصواريخ من اجل حماية قاعدتها العسكرية اسرائيل من ضربات ايرانية محتملة ومن الصواريخ الهجومية التي تملكها محاور التصدي المحيطة باسرائيل وداخل اسرائيل تلك المحاور التي تشكلها المقاومة الفلسطينية وحزب الله في لبنان وانصار الله في اليمن وحزب الله في العراق ومجموعات مسلحة مختلفة في اكثر من مكان آخر .
الصواريخ التي ترسلها ايران لمحور المقاومة وهي صواريخ متواضعة تصيب اهدافها بدقة ولا تستطيع شبكات ومنظومة الدفاع الجوي الاسرائيلية التي سبقت ارسال ثاد ان تشكل حماية ونظاما امنيا جويا لاسرائيل اذ اصابت صواريخ حزب الله وصواريخ حماس اهدافها بدقة حتى تلك التي طالت ضواحي تل ابيب الشمالية والجنوبية ولذلك قامت الولايات المتحدة بتزويد اسرائيل باكثر من منومة من منظومات صواريخ ثاد التي تعتقد الولايات المتحدة انها سوف تعترض صواريخ ايران وتمنعها من الوصول الى اهدافها في اسرائيل …
قلنا ان البنتاغون يعتقد ذلك ولكن حتى الآن التجربة لم تشهد ولم تدل على ان منظومة ثاد تستطيع ان تعترض كل الصواريخ التي تقصفها تنظيمات ومنظمات التصدي للاحتلال الاسرائيلي وعلى رأسها حزب الله وحماس واليمن والعراق ،
في ظل هذه الايام التي تسبق الانتخابات ساد الاعتقاد في الولايات المتحدة والبنتاغون والخارجية الامريكية وهوكستاين العميل الصهيوني هو وصديقاته اللواتي ينتمين للموساد ساد الاعتقاد بان ايران لن ترد لانها تخشى من الرد ان تقوم اسرائيل برد على الرد تكون ايران خلالها غير قادرة على الدفاع عن نفسها …
وساد صمت واعتقد الجميع ان هنالك نوع من التردد الايراني للرد على اسرائيل ذلك ان ايران اعلنت ان الضربة كانت واهية وضعيفة مما جعل الناس تعتقد ان هذا البيان الايراني هو نوع من التبرير لعدم الرد على اسرائيل .
وجاءت مقابلة كمال خرازي مع قناة الميادين لتفجر مرة اخرى الصراع في الشرق الاوسط من زوايا استراتيجية على اوسع مدى :
فقد اعلن كمال خرازي ان ايران لن تتردد في تغيير عقيدتها النووية في حال شعرت ان وجودها معرض للخطر كدولة في المنطقة ذات وزن كبير قال هذا في نوع من الرد على ما قاله وزراء نتنياهو ونتنياهو حول القوى النووية واستخدام القوة النووية لضرب لضرب اعداء اسرائيل قالها كمال خرازي بكل ثقة ومن سمع كمال خرازي في مقابلته يعرف ان ذلك القول حول استعداد ايران لتغيير عقيدتها النووية يعني امتلاك ايران للسلاح النووي القنابل النووية …
امتلاك السلاح النووي يخالف بطبيعة الامر العقيدة النووية الايرانية التي اعلنت سابقا والتي رفضت السلاح النووي كسلاح يستخدم في الحروب لقتل البشر واعتبرت ان استخدامه محرم ولكن كمال خرازي استند الى الوجود او اللا وجود من اجل تغيير العقيدة النووية الايرانية وهذا يعني ان اذا هددت اسرائيل ايران باستخدام السلاح النووي فان ايران سترد على ذلك وهذا له معنى آخر فبالاضافة الى كون هذا الرد ردا مؤلما وتغييرا في العقيدة الايرانية النووية فهو اعلان عن قدرة ايران على امتلاك السلاح النووي في خلال ايام وليس اكثر ،
هذا كلام جاد وخطير ياتي من رئيس لجنة رسم الخطوط السياسية الاستراتيجية لايران في الدفاع عن وجودها وفي تطورها وتقدمها للامام ومواجهتها اي محاولات لضرب صناعاتها او مفاعلاتها النووية …
من ناحية اخرى اردف قاآني مباشرة بعد تصريح كمال خرازي بالقول تخطىء اسرائيل وواهمة هي ان ظنت ان ايران لن ترد على الضربة التي وجهتها اسرائيل للرادارات الايرانية التي تحمي المفاعلات النووية الايرانية والصناعات العسكرية خاصة صناعة الصواريخ والمسيرات وأكد قاآني ان ايران سترد على تلك الضربة ولن تتردد ابدا وهي تحضر لها …
اذن قاآني من جهة يهدد بالرد وانه قادم لا محالة ومن جهة اخرى كمال خرازي يقول للولايات المتحدة والغرب ان ايران قادرة على امتلاك القنبلة النووية خلال فترة وجيزة وانها ستمتلكها في حال شعورها بان هنالك تهديد للوجود الايراني هذا كلام لدولة قوية ذات قدرة وذات نفوذ وذات انصار وذات قواعد للتصدي تدعمها وتدافع عنها عند اللزوم وتقوم في الوقت ذاته بالتصدي للمحتل الاسرائيلي والمجازر التي يرتكبها والجرائم وحرب الابادة وحرب التجويع وحرب الامراض .
ان قصف اسرائيل لخيام النازحين شمال قطاع غزة هو امر واضح فهي سياسة قمعية لقمع وخلع اهل غزة عن ارضهم ودفعهم خارجها تهجيرهم من اراضيهم ومدنهم وقراهم ولا شك ان المناطق التي اسميت مناطق آمنة وتحتوي على خيام النازحين والتي تقصفها اسرائيل يوميا لترتكب فيها جرائم فوق خمسين قتيل كل يوم اطفالا ونساء تحت خيم هذه الجرائم هي جرائم لا بد من الرد عليها ولا بد من جهة ما كما قال قادة محاور الرد والصد في لبنان وفلسطين واليمن والعراق هذه الجرائم يجب ان يرد عليها بمثلها حتى تتعلم اسرائيل ان قتل البشر اطفالا ونساء ليس متروكا كقرار لها لا يستطيع العالم اجمع ان يفعل شيئا لوقفها او لمنع اسرائيل من ارتكابها …
نحن امام مرحلة جديدة قررت فيها ايران ان تثبت وزنها ونفوذها في المنطقة وان تدعم بشكل جديد وحدات المقاومة في لبنان والعراق واليمن وسوريا وفلسطين من اجل وضع حد لجرائم اسرائيل التي ترتكب كل يوم بتشجيع من الغرب ودعم واسناد وتمويل وتنفيذ في كثير من الاحيان خاصة ان الولايات المتحدة هي الت قامت باغتيال كل قادة المقاومة وليس اسرائيل بل نيابة عن اسرائيل ،
هذه المرحلة الجديدة لا شك سوف تعطي فصائل المقاومة فلسطين ولبنان واليمن والعراق وسوريا زخما جديدا وانتصارات جديدة وسحقا لقوات المحتل في اكثر من مكان .
كاتب فلسطيني