تمر دولة الكيان الغاصب في واحدة من اكثر مراحلها كارثية على الاطلاق. فبينما تحكمها حكومة يمينية شديدة التطرف والتي ما فتأت داخليا ان شرعت في العبث بهيكلية الدولة وتوازن السلطات الدستورية فيها وذلك من خلال الغاء استقلالية السلطة القضائية، في نفس الوقت الذي شرعت فيه بالتحرك العدواني جدا ضد الفلسطينين في الضفة وقطاع غزة. وعلى الصعيد الخارجي اخذت تزيد من مستوى التحرش بايران والاعداد لتفجير حرب معها من المتوقع ان حدثت ان تنتج دمارا هائلا في المنطقة برمتها مستغلة الضعف العام الذي تمثله ادارة الرئيس الامريكي بايدن وهي الادارة غير القادرة على ضبط اي من قضايا السياسة الخارجية التقليدية لدولة عظمى مثل امريكا.
ولعل واحدة من اخطر ما قد تواجهه حكومة نتنياهو وتعطل شهيته للحرب والعدوان هو قيام انتفاضة فلسطينية ثالثة التي ان حدثت ستحبط كل المشاريع الداخلية والخارجية لحكومة اليمين الديني الصهيوني في الكيان.
ان التهدئة بين الكيان والفلسطينيين وبالتالي عرقلة عملية حدوث الانتفاضة لا تخدم مصلحة اي طرف سوى نتنياهو ومجموعة المتطرفين في حكومته، فلا اعتقد ان مصلحة اي طرف عربي او اقليمي في المنطقة ان تبقى هذه الحكومة حرة في التحرك في الضفة او في الاقليم، كما انني لا استطيع تفهم معنى اصرار بعض الاطراف العربية على محاولة “فرملة” الانتفاضة وهو فعل لا يخدم احدا سوى نتنياهو وحكومته التي تشكل خطرا مصيريا على الفلسطينيين وعلى دول الجوار خاصة الاردن.
ad
ان حدوث انتفاضة في الضفة الغربية سيفسح المجال للجيل الفلسطيني الجديد من مواليد مطلع الالفية الجديدة ان ينتزع حقوق شعبه التي فشلت الاجيال السابقة من استعادتها رغم كل المحاولات التي تمت لانجاز ذلك. فالجيل الجديد المسلح بحقنة هائلة من الايمان بالقضية اضافة الى امتلاكه لمهارات العصر التي لا تؤثر فقط على القدرات التكنلوجية الشخصية للافراد بل تحدث اثارا كبيرة في طريقة التفكير واساليب التعاطى مع متطلبات الانجاز..
انه باختصار الجيل الفلسطيني الذي سنجز المعجزة، وهكذا يصبح جريمة كبرى لاي عربي الوقوف في وجهه.
[email protected]
اكاديمي وكاتب اردني