استبعد الباحث السياسي المصري الدكتور فؤاد السعيد أي مشاركة لجماعة الإخوان المصنفة إرهابية في مصر وعدد من الدول العربية في أي حوارات سياسية بعد ضلوعها في تنفيذ المئات من العمليات الإرهابية التي استهدفت رجال الأمن والسياسة والمسؤولين ومؤسسات الدولة، مؤكداً أن الأسس السياسية التي وضعت عقب ثورة 30 يونيو عام 2013، هي أسس جوهرية ترفض وجود الجماعة في أي حوار سياسي، فالشعب المصري تجاوز مرحلة الإخوان، وأصبحت جماعة من الماضي السيئ، ويسعى الجميع لمنع تكرار فصولها في المستقبل القريب والبعيد.
وقال السعيد لـ«» إن ما أشار إليه الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال كلمته في حفل إفطار الأسرة المصرية أمس (الثلاثاء)، بإيجاد حوار بين القوى السياسية والحزبية بشأن القضايا الوطنية الملحة، لا يمكن المقصد منه الإخوان، بل جميع القوى السياسية والحزبية، بما فيها الأحزاب السلفية، التي كانت حاضرة عقب ثورة 30 يونيو، وكان لها دور إيجابي في استقرار البلاد، مبيناً أن الرئيس يهدف من الحوار السياسي ترسيخ استقرار البلاد سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وأمنياً.
وأشار إلى أن لقاء السيسي بعدد من رموز القوى السياسية مثل حمدين صباحي، ربما يعطي إشارات أنه آن الأوان لإنهاء حالة الطوارئ السياسية في البلاد، وإذا جاز التعبير دخول مصر إلى وضعها الطبيعي والاستقرار بشقيه السياسي الاقتصادي، موضحاً أن تكلفة الإرهاب الاقتصادي الذي مرت به مصر كبيرة جداً ووصلت إلى مليار جنيه لمدة 48 شهرا، بحسب ما أكده الرئيس نتيجة التسليح الجيد للقوات، لكن يجب تنفيذ ذلك لعدم وجود حل بديل نتيجة استفحال الإرهاب في سيناء وغيرها.
ولفت إلى أن هذه التكلفة الكبيرة هي الجزء الظاهر، لكن هناك جزء كبير يصعب رصده ربما يكون أكبر من تلك التكاليف، وهي خسائر اجتماعية واقتصادية أخرى حدثت وتركت آثارا خطيرة على الأجيال الجديدة، منوهاً إلى أنه رغم كل تلك التكاليف ما زالت الجماعات الإرهابية قادرة على إعادة نفسها، بتجنيد قيادات أخرى لتقوم بأعمال إرهابية وتخريبية، ولذا لابد من وضع أطر لمواجهة الأفكار الظلامية بشكل دائم، وتحديد أسباب الانحراف من أجل تفاديه، وتجفيف منابع التمويل الرئيسية التي تغذيهم بالسلاح والعتاد والمال.