نجحت الدراما المصرية، التي تعرض على شاشة التلفزيون خلال شهر رمضان الجاري لأول مرة، في كشف زيف اتجاهات الإسلام السياسي التي مرت به عدد من دول المنطقة خلال السنوات الأخيرة بسعيهم لتدمير المجتمعات للوصول إلى السلطة حتى لو كلف الأمر أشلاء أجساد الأبرياء دون النظر لمصلحة البلاد.
وقال الباحث في شؤون الحركات الإسلامية الدكتور سامح عيد لـ«»، إن الأعمال الدرامية الرمضانية لهذا العام خاصة «الاختيار 3»، و«العائدون»، و«بطلوع الروح» شهدت إقبالاً كبيراً من مختلف الشرائح الاجتماعية كافة، ما جعل بعضها مادة نقاشية داخل الأسر المصرية، لكشفها حقيقة تلك الجماعات الإرهابية والجرائم التي ارتكبوها باسم الدين، كما كشفت زيف اتجاهات الإسلام السياسي على رأسها جماعة الإخوان الإرهابية وذيولها من «داعش وأنصار بيت المقدس وجبهة النصرة والقاعدة» من خلال التوثيق بالأدلة والشواهد المسجلة بالصوت والصورة، معتبراً أن مردود تلك الأعمال هو تحصين عقول الأبناء من الأفكار الإرهابية الهدامة التى ترتمي في أحضان تلك التيارات بكلام معسول لا أساس له فى الدين.
وأشار عيد إلى أن تلك الأعمال نجحت في تشكيل رأي عام تعبوي لدى الجمهور، ما زاد من إدراك المواطن لما يحاك بالأوطان من مؤامرات، مبينا أن التسريبات داخل «الحجر المغلقة» التي أزاح عنها «الجزء الثالث من مسلسل الاختيار» وكشف حجم الإجرام الحقيقي لجماعة الإخوان أثناء حكمهم الذي استمر لمدة عام فقط، وهو العام الذي شهد جرائم عدة ارتكبتها الجماعة ضد الشعب المصري، على رأسها محاولات أخونة الدولة، ومحاصرة الدستورية، ومعركة القضاء، وأحداث الاتحادية وسقوط دماء، والارتماء في أحضان إيران ومحاولة تفكيك مؤسسات الدولة، وعمل مؤسسات بديلة، واستضافة شيوخ الإرهاب بالقصر الرئاسي والسيطرة على مؤسسات الدولة لتحقيق مآربهم وأهدافهم، حتى لو كان الأمر على حساب أشلاء أجساد المصريين.
وأوضح الباحث أن التيار الإسلامي بصفة عامة تفاقمت خلافاتهم السياسية خلال السنوات الأخيرة، سواء في مصر أو باقي الدول العربية، على رأس جماعة الإخوان، التي شهدت سلسلة من التغيرات التنظيمية والأيديولوجية بين أقطابها الأساسيين، خصوصاً بعد القبض على محمود عزت أمين عام الجماعة، وهذه الخلافات التي أحدثت انقساماً كبيراً داخل الجماعة بين تيارين أساسيين، تيار إبراهيم منير نائب المرشد العام والقائم بعمله في لندن، وتيار محمود حسين أمين التنظيم الذي نصب نفسه أميناً عاماً للجماعة في إسطنبول، وهذه الخلافات مستمرة حتى اليوم.