أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إيهود باراك، أن “إسرائيل” تقع في محيط صعب لا رحمة فيه للضعفاء، محذرا من العواقب الوخيمة للاستخفاف بأي تهديد.
وأوضح باراك في مقال نشر بصحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، أنه بعد مرور 74 عاما على قيام “إسرائيل”، أصبح من “الواجب حساب النفس”، منوها إلى أن “إسرائيل أبدت قدرة ناقصة في الوجود السيادي السياسي”.
ونبه إلى أن “العقد الثامن لإسرائيل بشر بحالتين؛ بداية تفكك السيادة ووجود مملكة “بيت داود” التي انقسمت إلى “يهودا” و”إسرائيل”، وككيان وصلنا إلى العقد الثامن، ونحن كمن يتملكنا العصف، في تجاهل فظ لتحذيرات التلمود “نرد النهاية”، غير مرة “نصعد في السور” والمرة تلو الأخرى نصاب بـ الكراهية المجانية”.
وقال: “لسنا الوحيدين في نقمة العقد الثامن؛ في العقد الثامن منذ إقرار الدستور نشبت في الولايات المتحدة الحرب الأهلية، في العقد الثامن من توحيد إيطاليا الفاشية في 1860 تحولت إلى فاشية وفي عمر مشابه بعد توحيد ألمانيا أصبحت نازية، وفي العقد الثامن للثورة الشيوعية تفكك الاتحاد السوفياتي، وهناك من يقترحون تفسيرا لذلك”.
وتابع: “لسنا الوحيدين، ولكن بأيدينا أن نختار؛ هل نحن نسمح لسابقتي الخراب في الماضي أن تقودانا؟ أم يوجد فينا القوة والوعي والثقة بالنفس لأن نأخذ مصيرنا في أيدينا؟ لقد كانت هذه هي غاية الصهيونية منذ البداية، بأن نقود إسرائيل إلى قمم جديدة”.
وتساءل باراك: “بماذا سيكون انشغالنا اليومي؟ في ظل سلسلة العمليات، الجائحة، المواجهات، أزمات السير، الفوارق، الانشقاق والخلافات الداخلية والتراجع، ثمة من يصابون بنزعات الحنين إلى الماضي المثالي الذي مشكوك فيه أن يكون وجد فعلا”.
وأشار إلى التطورات التي مرت بها “إسرائيل” منذ احتلالها فلسطين عام 1948، وكيف ساهمت الهجرة في مضاعفة عدد المستوطنين واحتلال المزيد من الأراضي الفلسطينية والسيطرة عليها بقوة السلاح، معتبرا أن “ما حققته إسرائيل من قدرة نووية، خلقت شبكة أمان وجودي”.
ولفت إلى أن “اتفاق السلام مع مصر، كان بمثابة نقطة تحول سياسي لإسرائيل، إضافة إلى تدمير المفاعل العراقي وحرب “سلامة الجليل” التي وصلت إلى بيروت، ووصل مليون لاجئ من روسيا واتفاق السلام مع الأردن، وغيرها من الأحداث من مثل: انسحاب الجيش من لبنان، والانتفاضة الثانية وعملية “السور الواقي”، وفك الارتباط عن غزة، وحرب لبنان الثانية وتدمير المفاعل السوري، والحرب على غزة عام 2008، واستعداد إسرائيل لعملية ضد النووي الإيراني، وانتشار “القبة الحديدية” وحرب غزة الثانية والثالثة.. وفي “يوم الاستقلال” هذا من خلفنا أيضا اتفاقات التطبيع والعدوان على غزة عام 2021..”.
وأكد رئيس وزراء الاحتلال الأسبق، أن “الشرق الأوسط هو بالفعل محيط صعب لا رحمة فيه للضعفاء، ومحظور الاستخفاف بأي تهديد، ولكن الاتجاه الذي يلوح في الأفق مذهل، إسرائيل تتعزز قوتها، تتغلب على المصاعب، وتتعاظم في كل مجال ممكن، وسر نجاحها المدوي يكمن في خليط وضعه بن غوريون “بقوتنا وبحقنا”، نحن ملزمون بالحفاظ عليهما، إلى جانب وحدتنا الداخلية لنكون كعائلة متماسكة، وهكذا فقط ننتصر في كل الظروف”، بحسب تقديره.